صدور العدد التاسع من مجلة 'دمع القلم' – رحلة جديدة في عوالم الفكر والإبداع
ها نحن نلتقي مرة أخرى معكم، نلتقي على صفحات كُتبت بالحرف والقلم، تُعانق فيها الكلمات أصداء الفكر، وتنساب فيها الأحلام كأنهارٍ تروي عطش العقول المتأملة. اليوم، ونحن نفتتح العدد التاسع من مجلة "دمع القلم" لشهر أيلول، نجد أنفسنا أمام مفترق جديد من التأملات العميقة، نقف عنده لنستلهم من ضوء التجربة ونستبصر في مكنونات النفس البشرية، وما تحمله في طياتها من معانٍ تسعى وراء الفهم والوجود.
إن إصدار هذا العدد في شهر أيلول، بما يحمله من رمزية انتقال الفصول، يعكس في جوهره ما نسعى إليه في "دمع القلم"؛ الانتقال الدائم بين الفصول الفكرية والمعرفية. كما أن أيلول، الذي تتهادى فيه أوراق الخريف بهدوء، ليس مجرد انعكاس للطبيعة، بل هو مرآة للنفس البشرية وهي تتخلى عن أثقال الماضي لتبحث في هدوئها عن حقائق جديدة وتجارب أعمق. وكأننا من خلال هذا العدد، نعيد تأمل مفهوم الزمن وكيف يمضي بنا بين دورة الحياة والموت، بين الانتهاء والبدايات.
كل صفحة في هذا العدد هي دعوة للتأمل؛ التأمل في الذات وفي العالم، في أسئلة الوجود التي لطالما شغلت الفلاسفة والمفكرين، وفي التجارب اليومية التي قد تبدو بسيطة، لكنها تحمل في طياتها عمقاً لا يُدرك للوهلة الأولى. إن الحرف هنا ليس مجرد وسيلة للتعبير عن الأفكار، بل هو أداة للحفر في عمق النفس، لاستكشاف تلك المناطق الغامضة التي لا نصل إليها إلا عندما نكون مستعدين للتخلي عن يقيننا الأول، والاعتراف بأن الحياة ليست مجرد خط مستقيم، بل هي متاهة مليئة بالتناقضات والتحولات.
في هذا العدد، نبحث عن تلك اللحظات التي تتقاطع فيها التجربة مع الفكرة، حيث يصبح الخيال جسراً بين الممكن والمستحيل، وبين الحاضر والماضي. إننا لا نسعى إلى تقديم إجابات نهائية، بل نفتح أبواباً جديدة للتساؤل، لأننا نؤمن أن الأسئلة هي التي تدفعنا للاستمرار في البحث، وأن الحقائق الكبيرة لا تأتي إلا لمن يملك الجرأة على مواجهة الشكوك، والوقوف أمام مرآة الوجود.
"دمع القلم" ليست مجرد مجلة أدبية، بل هي مرآة تنعكس فيها عوالم الفكر والإبداع، وهي مساحة نلتقي فيها معكم في رحلة لا تنتهي نحو أعماق النفس والعالم. فكل عدد من هذه المجلة هو خطوة نحو اكتشاف جديد، نحو مسار مختلف من الفهم، نحاول من خلاله أن نعيد تشكيل رؤيتنا للعالم.
ونحن اليوم، في هذا العدد، نقدم لكم مجموعة متنوعة من المقالات والقصائد والنصوص الأدبية التي تأخذكم في رحلة عبر بحور الأدب والفلسفة، حيث تتلاقى الأفكار على سواحل الخيال، وتتعمق الأسئلة في وجدان القارئ. ستجدون في هذا العدد أصواتاً تتحدث من عمق التجربة الإنسانية، تنظر إلى الحياة بعين متسائلة، تتحدى المسلّمات، وتعيد تشكيل تصوراتنا عن الزمان والمكان.
ونحن نضع بين أيديكم هذا العدد، نأمل أن تجدوا فيه ما يلهمكم للتأمل في حياتكم، وفي عوالمكم الداخلية والخارجية. فما "دمع القلم" إلا محاولة لصياغة تلك المشاعر والأفكار التي تتدفق في أعماقنا، ومحاولة لالتقاط اللحظات التي تشكل جوهر وجودنا في هذا الكون.
في نهاية المطاف، نترككم مع هذا العدد دعوةً للتأمل والتفكر، وكأننا نقول لكم إن الحروف ليست مجرد كلمات تُقرأ، بل هي أبواب تفتح على عوالم لا نهائية من الإبداع والمعرفة. وها نحن نبدأ معكم فصلاً جديداً، مليئاً بالإلهام، لنواصل معاً مسيرة الحرف والكلمة على درب لا نهاية له سوى في تلك اللحظة التي نصل فيها إلى أنفسنا.
رئيس التحرير
القراءة أو تنزيل العدد أضغط الملف في الأسفل