المقدمات الفلسفية ( 2 ) بين أروقة الفكر: استكشاف فلسفي للزمان الغامض
بقلم: د.عدنان بوزان
في هذا الكون الذي يتخذ من اللامتناهي مأوىً للأسرار، ينسج الزمن خيوطاً معقدة لتكوِّن قماش الحياة. لكن هل فكرت يوماً في أن الزمن ليس مجرد إطار يحيط بلحظاتنا؟ هو بداية ونهاية، لكنه أيضاً متاهة ذات مداخل ومخارج. فماذا لو كان الزمن مكتوباً بأحرف خفية تتراقص في الفراغ، وكل فرد هو قارئ ينقلب بين صفحاته بحثاً عن اللحظة التي ستكشف له حقيقة الوجود؟
في هذه الرحلة الفلسفية، نُقَدِّمُ لكم رؤية فريدة تحوي على أنفسنا والزمان. نحن لسنا مجرد أفراد يعيشون في الزمن، بل نحن كل حرف في كتاب مقفر لا يعرف الحدود. الحياة ليست مجرد تسلسل من الأحداث، بل هي لغة معقدة ترسم صورة لا يمكن فهمها إلا من خلال تفكيك تراكيبها اللامتناهية.
إنها محاولة لقراءة الحياة من خلال نظارة غريبة تمتزج بين الحقيقة والخيال، حيث يمكن للوجود أن يكون لحظة فنية تتراقص في مسرح زمني لا يعترف بالتقاطعات العابرة. وفي هذا السياق، يكون الفرد مؤلفاً لحكاية لا تعرف الانتهاء، حيث يلتقط كل لحظة كقطعة أثرية ثمينة، ويضعها في متحف الذاكرة الخاص به، ليكون محط أنظار القراء الآتين لاحقاً.
هكذا، تُطلق هذه الرؤية الجديدة على الحياة تحديات جديدة، حيث يصبح الفرد فناناً يرسم لوحاته الخاصة في كتاب الزمن، ويتحول الوقت إلى حرف يكتبه الفرد بأسلوبه الفريد. إنها ليست مجرد حياة، بل هي رواية فلسفية تتجسد في أبجديتنا الشخصية، ونحن نستعرض قصتنا بين تلك السطور الخفية، محاولين فك غموض لغز الوجود والزمن، وربما نكتشف أننا نكون الأبطال الذين يكتبون قصة الكون بأكمله."