ديوان شعري آخر جاهز على قيد الطباعة تحت عنوان " مواسم الرحيل "
بقلم : د. عدنان بوزان
في ساحةٍ من الورق تنبض بأجنحة الكلمات، تتناغم الأحرف كأوراق الشجر ترقص على أنغام الرياح. هناك، في عالمٍ خياليٍّ محمَّلٍ بعبق الشعر وجمال الإحساس، يستعد ديوانٌ شعريٌّ جديدٌ لينطلق إلى أرواح القارئين كي يحملهم بعيداً إلى موطنٍ آخر، عالم مليء بالألوان والرؤى.
"مواسم الرحيل"، هكذا عنونته بأحرف من ذهب، وكأنها تدعونا لنتبع خطاها في رحلةٍ سحريةٍ عبر المشاعر والمفردات. تتناغم القصائد في هذا الديوان كأنها عقدٌ من اللآلئ الثمينة، تتلاقى وتنصهر لتخلق أجمل الصور وأعذب النغمات.
كما يروي الديوان قصائد من الحب والفراق بكل عمقٍ وإحساس، حيث تنبثق الكلمات كأنها أنفاس العاشقين، تتراقص بين أسطر الورق كأنها قلوب متراقصة في مهرجان عاطفي لا يعرف الزمن ولا المكان. يأخذنا الديوان في جولةٍ مشاعريةٍ مذهلةٍ، يتجسد فيها كل حالةٍ ولحظةٍ من لحظات الحب والوداع.
قد استخرجت الألوان من قلوبنا وخططتها على قماش الورق، تأتي كل قصيدة لتبهرنا بلونٍ جديدٍ، يمزج بين الحزن والفرح، الأمل واليأس، كأنها تذكير بأن الحياة مزيجٌ من الألوان المتنوعة.
"مواسم الرحيل" ليس مجرد ديوان شعري، بل هو عبورٌ إلى عالمٍ آخر، عالمٍ مليءٍ بالجمال والعاطفة، حيث يتلاقى الإنسان مع الكلمة في لحظةٍ تتجلى فيها الروح والذات. فلنستعد لنغوص في أعماق هذا الديوان، كي نعيش رحلةً ساحرةً من الشعر والمشاعر، ونخرج منها محملين بجمال لا يمكن أن ننساه..
في غروب الشمس الذهبي، وعندما يتسلل الهدوء إلى أروقة الزمان، يُحدث "مواسم الرحيل" لحناً خاصاً يتغنى بالحياة وكل تفاصيلها. يأخذنا الديوان في رحلةٍ سحريةٍ عبر مواسم العمر، حيث تنفتح أزهار الأمل في فصل الربيع، وتنضج ثمار الحب في صيف العشق، ثم تتساقط أوراق الذكريات في خريف الأيام، ويأتي شتاء الحنين ليعانق قلوبنا بدفء الأحاسيس.
قد تكون القصائد كلماتٍ على ورق، ولكنها تحمل في طياتها قوة الروح وعمق الإحساس. يأخذ المشاعر بين معانٍ متعددة، تجمع بين الألم والفرح، الغرام والانفصال، الأمل واليأس، كل ذلك يتجسد بأسلوبٍ فني رائع يلامس أوتار قلوبنا.
"مواسم الرحيل" ليس مجرد تجميع للكلمات، بل هو تحفةٌ أدبية تنسجم مع الوجدان وتستقر فيه كأنها تعيش جزءاً منا. إنه عبارة عن عالمٍ داخلي يفتح أبوابه لنحلق في سمائه الشعرية، لنغوص في مشاعره الصادقة ونتأمل جماله العميق.
فلنترك أنفسنا ننغمس في هذا العالم الساحر، حيث يبزغ الفجر بأمله ويغمرنا الشفق بدفئه. دعونا نرحل مع "مواسم الرحيل" في رحلةٍ لا تعرف الزمان ولا المكان، حيث تتجلى قوة الكلمة في أبهى صورها، وتتحقق الروحانية في تلك اللحظات الساحرة التي يبقى فيها الشعر خيطاً يربط بين الإنسان وعالمه الداخلي..
ومع كل صفحة نلتفت إليها، نجد أنفسنا نسير على دروب العاطفة والتفكير، كأننا نتنزه في حديقةٍ خفية مليئة بأشجار الشعر وأزهار البوح. الشاعر لم يقتصر على وصف المشاعر بل انتقل إلى تصوير الأماكن والأحداث بأسلوبٍ يجمع بين الواقع والخيال، حيث تتناغم الطبيعة مع الإنسان وتندمج الأحداث مع الأحاسيس.
وفي هذا العالم الخيالي، تبدو الكلمات كأنها فراشات ملونة تحلق حولنا، تلامس قلوبنا وتحلق بأفكارنا. إنها ليست مجرد حروف، بل هي مفاتيح تفتح أبواباً نحو عوالم مختلفة، تدعونا للتأمل والتفكير والغوص بأعماق ذواتنا.
"مواسم الرحيل" ليس مجرد كتاب يقرأ ويُنهى، بل هو تجربةٌ شعرية فريدة تستحق أن نغوص فيها مراراً وتكراراً. فبين غيوم الكلمات ومطرها العذب، نجد أنفسنا نمشي بين سطور الحياة ونختبر رحلتها بكل تفاصيلها.
وإهداء هذا الديوان إلى كل ..
أولئك الذين قالوا لي يوماً ماذا تفعل؟ إلى من يحبون الحب ، ويرفضون الانحناء .. رغم الظروف القاسية والطارئة.
وإلى الشمس التي غابت فأظلم العالم وتساقط الجليد فغطى الأرض ودفن الرحمة في القلوب وكشفت عورة الزمن مبكراً، إلى من علمني أبجدية البحث عن الحقيقة..
وهذا مقطع من قصيدة " ضوء الأمل " من ديواني الشعري " مواسم الرحيل "
تصارعت تجاعيد الغياب في صدر الليلِ،
وتراقصت الذكريات في ظلمات الحنينِ،
عبير الأمس يعبق بين صفحات الزمنِ،
وأنين الروح يعانق الأشواق بعنفوان.
في شقاوة اللحظات ترقص الأشواق،
وفي صمت الليل ترتجف الأحلام،
أطياف الغياب تجوب الأروقة والأزقَّة،
تلامس القلوب وتسكب الشوق في الأريج.
كأوراق الخريف تسقط ذكرياتٌ تائهة،
تغوص في بحر النسيان وتتفتَّت الأشلاء،
وتشتعل العيون بشوق يفيض بالآهات،
تغرق الأرواح في بحر الأسرار المنسية.
أيها الحب الذائب في معاني الأفلاك،
كن كالنسيم العابر في حقول الحنين،
أنثر بذور الأمل على طرقات الأيام،
واجعل الأشواق تنهمر كالمطر الرحيم.
أنت تلك النجمة التي تزين سماء الليل،
أنت روح القصيدة الجميلة والحزينة،
أرسمني بالكلمات بألوان الأمل والأحزان،
وافتح لقلبي بوابةً للسعادة المكبوتة.
فليبقَى عبيرك في كل الأماكن المظلمة،
لتنير حياتي بأنوار الشوق المشعَّة،
وعلى أمواج القوافي الموزونة والراقية،
لتعزف أوتار الحنين في وجداني الشاعر.
فلتتصارع تجاعيد الغياب بحبٍ لا ينتهي،
ويداعب الروح بلمسة الأمل والوفاء،
وعند غروب الشمس وارتحال الأنين،
لنلتقي في بستان الحياة والأمان..