تحقيق الهدف .. ما بين الألم الحاضر والأمل المستقبل...

 بقلم: د. عدنان بوزان

الأمل هو الرفيق الذي يرسم على شفاهنا الفرح والسعادة وقت الضيق والتعاسة اﻷمل يولّد الرغبة والطموح اللذين يدفعان اﻹنسان في طريق النجاح.. ذلك الطريق الذي ﻻ يخلو من أشواك وآلام ومعوقات وما أخاف منه حين يتحول اﻷمل إلى الألم حين يكل الإنسان ويتوقف عند لحظة تغير حياته..

في سجل ذاكرتنا بصمات ولحظات عديدة مررنا بها وعشناها بألم وأمل.. منها ما يطوى ولا يروى بمثابة نجوم معدودة تضيء بجنباتها ونستأنس بذكراها.. وتشفي الغليل بنجواها ولا تنسى مهما طال الزمان واندثر العمر ولحظات مرت علينا شعرنا بها بحزن وألم كبير ولأنها سنة الحياة فلا بد أن نمر بكل منها.. فعلينا أن لا نحزن على الأمس فهو لن يعود ولا ناسف على اليوم فهو راحل.. والحياة كثيرة التقلب لا تستقيم لأحد كسفينة لا تستقر على بر..

بين الألم والأمل.. بين الضياع ونقيضه.. بين أجل قد مضى وآخر قد بقي لا ندر ما قاض فيه.. نقف لنتساءل كيف المسير وأين المصير؟ فحيثما وليت وجهك فتم الذل وتم الإذلال.. شعوب تهان آناء الليل وأطراف النهار.. فهل من معتصم؟

هذه هي الحياة وهذه هي سنتها مليئة بالمتناقضات.. حافلة بالمفاجآت.. خيرها امتحان وشرها اختبار لكن الفرح بالمنح أحياناً قد ينسيك المحن خاصة عند عدم إدراك الحكمة منها.. واليأس عند المحن قد يفقدك لذة الصبر واستشعار الأمل.. والإنسان أمام اختبارين في التعامل معها اختبار اليسر والخير والمنح واختبار العسر والشر والمحن.. والذكي من يستثمر كلا الأمرين في تحقيق أهدافه العاجلة والآجلة..

إن القوة مطلوبة في كل شيء ولا سيماً قوة الإرادة والعزيمة فهي مصدر كل قوة وأساس كل نجاح.. فكن قوياً في مبادئك ولا تستسلم.. ولا تهن.. ولا تتراجع.. ولا تتذبذب.. ولا تعجز فأمامك خنادق من اليأس ومحطات من الألم وسلاسل من المحبطات وكلاليب من المنغصات.. فلا تستسلم لأبسط هزة ولا تتألم من أبسط ضربة..

فأمامك أسلاك شائكة وطرق ملتوية وعوائق وشواهق.. والنجاح أمام كل هذا لمن قويت عزيمته ووضحت رؤيته ولا تعجز.

كن قوياً في أهدافك العامة والخاصة ولا تتنازل عنها أمام ضغط الناس والواقع.. فهي حياتك ومستقبلك شريطة أن تكون مبنية على دراسة حقيقية متأنية لا عن هوى واستعجال.. ولا تفرط فيها أمام دافع الدعة والراحة والخلود إلى الأرض..

بين الألم والأمل يعيش الإنسان طوال عمره جميع مراحلها وفي كل أحوالها وتفاصيلها وتقلباتها.. الألم ما يصيب النفس من تعب ومشقة ومن تقلبات نفسية أما الأمل يعبر عن السعادة والتفاؤل بالمستقبل..

الإنسان بين الحاضر الألم وبين المستقبل الأمل.. ألم" و"أمل" لفظان يشتركان في الحروف نفسهاـ ألف لام ميم وإن بترتيب مختلف.. ولكنهما يتناقضان تماماً في المعنى..

في الواقع ما بين الألم والأمل أهو اختلاف في ترتيب الحروف أم اختلال في تركيب المعاني.. من ناحية المعنى فالفارق شاسع للغاية كالفارق بين النور والظلام وبين الخير والشر أو بين الحياة والموت..

أحقاً يستطيع الإنسان أن يغير بين الأمل والألم تغيير أماكن الحروف وتجعل من الألم أمل في الحياة..

فالأمل هو الحياة فلا حياة بلا أمل حتى نعيش لابد لنا من أحلام وآمال وطموحات نتطلع إليها وما أكثر الذين لا يتطلعون للمستقبل للحياة إنهم أناس مهمشين في الحياة لا هدف لهم ألا يدركون إن الألم عبء ومشقة.. أما الأمل فهو مصدر للفرح والسعادة..

أضف تعليق


كود امني
تحديث

X

تحذير

لا يمكن النسخ!