سئل أحد الأصدقاء ما هي عاصمة كوردستان ؟
بقلم: د. عدنان بوزان
وقفت برهة لا أعرف من أين أبدأ بالإجابة لأن القلب مجروح والأمل مفقود لكن في النتيجة وصلت إلى هذه الإجابة المذبوحة وحروفها المحترقة.. في لحظة السؤال، وجدت نفسي وقد أوقفني الحزن والأمل المتلاقيان، كموجة بحر تتصارع بين الغموض والوضوح. كانت عيوني تحمل أحلاماً منسية، وقلبي يحمل أملاً متلاشياً. لم أكن أدري من أين أبدأ، لكنني عندما غمرني وجداني، وجدت الكلمات تتسلل بلطف من بين شفتاي، تصف تلك العاصمة الجميلة وتحمل في طياتها تاريخاً غنياً وحاضراً حيوياً.
في كل زاوية وركن من هذه المدينة الجميلة، تجد الحياة تتدفق كنهر هادر، تحمل بين أمواجها قصصاً تتنوع بين الفرح والحزن، بين النجاح والتحديات. الناس في هذه المدينة يحملون في عيونهم لمعة الأمل وفي قلوبهم شغف الحياة، وفي أصواتهم تردد أصداء الماضي وآمال المستقبل.
عاصمة كوردستان... إنها ليست مجرد مكان على الخريطة، بل هي وجدان ينبض بالحياة، وهويّة ضائعة تبحث عن ذاتها في كل شارع وكل منحنى. هنا، في هذه الأرض الطيبة وبين هذه الأحياء المليئة بالذكريات والآمال، نجد جمالية لا تضاهى، فهي ليست فقط مدينة، بل هي حكاية عميقة وجميلة تستحق أن تروى وتحتفى بها.
عاصمة كوردستان... هوية ضائعة وجديدة في آن واحد. مدينة تحمل بين جدرانها قصصاً قديمة ومعاصرة، تجمع بين الثقافات واللغات، وتنبض بالحياة والأمل. في هذه الأزقة، يمكنك أن تشعر بروح الماضي ورونق المستقبل، فكل زاوية تحمل قصة وكل جدار يتحدث بلغة خاصة. هنا، الهوية تبحث عن نفسها في زحام الحاضر، وفي هذا البحث المستمر، تكمن جمالية هذه المدينة المذهلة.
عاصمة كوردستان... إنها مدينة تنبض بالحياة والجمال والحزن في الوقت نفسه. هنا، يتجسد الألم والفرح في وجوه الناس، حيث تلتقي قصص الأيتام والأرامل بأحلام الشباب وطموحات الشيوخ. هي مدينة تعلمنا دروساً عميقة عن قوة الإرادة وصمود الروح.
في هذه الأزقة الملتوية ووراء كل بيت وكل حجرة، هناك قصة تنتظر لتروى، وكل مرارة تحمل في طياتها حكاية إصرار وتحدي. اللغة الخاصة بهذه المدينة تتحدث بصدق عن الهموم والأماني، وكل لوحة فنية ترسم لنا لوحة من الماضي والحاضر والمستقبل.
عاصمة كوردستان تشبه إلى حد كبير الإنسان نفسه، يبحث عن هويته في زحام العالم، يحمل في قلبه أحلاماً كبيرة وآمالاً جميلة، وفي كل ركن من ركنيه يحمل قصة لا تشبه أي قصة أخرى. إنها هنا، في هذه الحضن الدافئة للجبال وبين ضيق الأزقة، نجد روحاً جادة تتنفس بعمق وتستمر في البحث عن ذاتها، وفي هذا البحث المستمر، نجد جمالية لا مثيل لها.