خلف أسوار الحكاية تختلط الدموع مع الألم

بقلم: د. عدنان بوزان

خلف أسوار الحكاية، يتربع الألم في مكانه السائد. تختلط الدموع بالأحزان والحنين، ويندمج كل ما هو جميل ومفعم بالحياة مع الأحداث القاسية التي تصطدم بها الحياة. فالحكاية تأخذنا في رحلة من الخيال والواقع، وتجعلنا نعيش كل تلك الأحداث بشكلٍ مكثف ومشوق.

تقف الشخصيات وراء تلك الأسوار، تعبث بأوراق حياتها وتلملم آثار الماضي والحاضر، تحاول إيجاد سبيلٍ للتغلب على الألم والتحديات، وتحرق الدموع وتبتسم في آنٍ معاً.

وفي هذا السياق، تجسدت فتاة جميلة خلف أسوار الحكاية، وكانت محاطة بالمصاعب والأحداث القاسية، وكلما ابتسمت، كانت تسقط دمعةً من عينيها. وكانت هذه الفتاة تحمل في قلبها أملاً كبيراً في الحياة، وكانت تعلم أن الألم والحزن لا يدومان، وأن كل شيءٍ في النهاية سيكون على ما يرام.

وفي لحظةٍ مفاجئة، تظهر عليها ملاكٌ جميلٌ، يمسح دموعها ويقدم لها الأمل والتفاؤل، ويحمل لها وعداً بحياةٍ أفضل. ومن هنا تنطلق الحكاية في رحلةٍ شيقةٍ ومثيرة، يتراوح فيها المزاج بين الألم والفرح، ويمتزج فيها الواقع بالخيال، حتى يأتي النهاية ويتحقق الحلم الجميل.

خلف أسوار الحكاية، نعيش أجمل القصص التي تجعلنا نحب الحياة ونتذوق جمالها، ونحن نتلمس كل تلك الدروس..

خلف أسوار الحكاية تختلط الدموع مع الألم، وتتداخل الأحداث بأشكالها المختلفة وتندمج فيما بينها بربطات من الشجن والأسى. هناك قصص تختزنها الجدران، تحمل في طياتها حكايات حزينة وأحداث مؤلمة، وأخرى تحمل في طياتها الأمل والسعادة.

في هذا السجن الذي يحبسنا، نلتقي بالكثير من الأشخاص، كل واحد منهم له حكاية مختلفة، حكاية ترويها عيناه وتحدث بها شفتاه. هناك من يعاني من وحدة السجن والفراغ، وهناك من يعاني من غياب الحرية، وهناك من يعاني من الفقدان والانفصال.

ومع كل قصة تتفتح الأبواب الموصدة وتطلق العواطف الخفية، ونشعر بأننا نسمع هذه الأصوات من قلب السجن وتصل إلينا بصدقها وصدى ألمها.

قصة الأسير الذي فقد زوجته وأبنائه في الحرب، أو قصة الشاب الذي ترك حياة الرفاهية ليخدم الفقراء والمحتاجين، أو حتى قصة الفتاة الشابة التي عانت من العنف والإيذاء، وتمكنت من النهوض والتغلب على ما حدث لها. هذه القصص وغيرها تساعدنا على فهم أنفسنا وعالمنا بشكل أفضل، وتعلمنا كيف نتعامل مع الصعاب والمصاعب.

في هذا السجن الذي يحبسنا، نكتشف بأننا جميعاً مرتكزون على بعضنا البعض، وأنه بفضل هذا التضامن والتعاون يمكننا التغلب على الصعاب والانتصار في النهاية. وهكذا، يصبح الحب والأمل هما العنصرين الرئيسين في حياة الإنسان ..

بينما تعانق الأحزان أرواحاً مجهولة، تبحث عن ملاذٍ وموطنٍ، ولكنها تجد نفسها محاصرةً خلف أسوار الحكاية. فتختلط الدموع مع الألم، والآهات تتعالى من بين أبوابٍ مغلقة ونوافذٍ محظورة.

في هذا المكان المظلم، يبدأ الحكي بمشاعرٍ متضاربة، تحاول أن تستعيد ذكرياتٍ باتت قريبةً جداً من النسيان. تمتزج الأفكار بالأحلام، وتتحول الرغبات إلى وهمٍ زائفٍ، فتندمج الواقعية بالتخيّل، وتتشابك الحقيقة بالخيال. هذا المكان، حيث الروايات تسرد بأسلوبٍ مميزٍ وجذاب، يمكن أن يعيد الحياة إلى الموجوعين، ويعيد الأمل إلى الميتمّين، ويخفف الآلام عن الجرحى. فمن خلف أسوار الحكاية، يمكن للحزن أن ينتهي، وللألم أن يختفي، وللدموع أن تتحول إلى فرحةٍ وابتسامةٍ.

ولكن، هذا المكان ليس ملاذاً للجميع، فهو يحتاج إلى قارئٍ يستطيع أن يدخل عالم الخيال، ويستمع إلى أصوات الحكايات، ويشعر بمعاني الكلمات. فقط بعد ذلك، يمكن للقارئ أن يستكشف ما يحتويه المكان، ويكتشف أسراراً جديدةً، ويعيد اكتشاف ما فاته.

في خلفية هذه الحكاية، يعلو صوت الأمل، وتشق الضياع، وينتشر السعادة. فلا شيء أجمل من العيش في عالمٍ خالٍ من الألم والحزن، ومليءٍ بالأمل والسعادة..

وكانت الحكاية تتعالج كالجرح العميق، فكلما تقدمت فيها، تختلط الدموع مع الألم، وتنبض الأرواح بالأمل والتفاؤل بالعيش والحياة.

فتختلط فيها الألوان والأصوات، وتتعانق الأحاسيس والمشاعر، ويتجلى الجمال في كل شيء حولنا. ومع كل خطوة نخطوها، يتضح لنا أن الحياة هي عبارة عن رحلة طويلة، تمتلئ بالتحديات والمصاعب والأزمات، ولكنها تستحق كل ما نعانيه من أجل الوصول إلى نهايتها، إلى هدفنا المنشود.

فلنسير بخطوات ثابتة، ولنحمل في قلوبنا الأمل والشغف، فهما هما الدافع الحقيقي لكل إنجازاتنا، ولنتغلب على كل الصعوبات والتحديات، فالحياة تعلمنا أن الأمل دائمًا هو المفتاح لكل الأبواب.

فلنحاول دوماً أن نجد في أسوار الحكاية الجمال والإيجابية، ونتعلم من كل خبرة نعيشها، فالحياة عطاء وتعلم، وهي أجمل هدية نستطيع أن نقدمها لأنفسنا ولمن حولنا..

أضف تعليق


كود امني
تحديث

X

تحذير

لا يمكن النسخ!