مهاجرٌ أنا ..

بقلم: د. عدنان بوزان

تحت غسقٍ مضيء بألوان الغيوم الباسقة وشذا الزهور العابر، أنا الوحيد الذي يسير في هذا المكان. أتساءل عن ذاتي وعن ماضيي، أنا الذي يحمل في قلبه جراحاً وآلاماً وحنيناً لوطنٍ تركته ومنازلٍ هجرتها، أنا مهاجرٌ أسعى إلى مستقبلٍ أفضل..

وتحت غلس الليل وسط هدوءٍ شديد، أسأل نفسي من أنا؟ فأجد نفسي مهاجراً، أبحث عن الحياة والأمان والأمل في بقعة جديدة، بعيداً عن الموطن الذي تركته خلفي.. وتركت كتبي ودفاتري وحقيبة أملي وحملت معي دموع الألم وفراق الحزن، لأسير في دروب الحياة وأنا أبحث عن مكان لي، ولحظة لنفسي لأستريح فيها، وللأمل لأستمد منه قوتي للمضي قدماً.

فالحياة كالبحر المتلاطم، تأخذ وتعطي، تسقط وترفع، وفي كل مرة تمطرنا بأمواجها المالحة، تنهمر دموع الألم وتتحول إلى خطوط في دفاتري، لكنها تعطينا أيضاً فرصاً جديدة، وتمنحنا أحلاماً لتحقيقها، وآمالاً لتحملنا على أجنحتها..

أنا المهاجر الذي يحمل في قلبه الكثير من الألم والحزن، ولكنه يمزجه بالفرح والتفاؤل، فهو يعلم أنه لا بد من المضي قدماً في الحياة، وأن الأمل هو ما يدفعه نحو تحقيق أحلامه .

مع شروق الشمس، وأشعة الضوء المتلألئة، يتحرك المهاجر في صمت، يتحدى الأمواج والجبال، ويتجاوز الحدود والمنافذ، بحثاً عن بقعة جديدة للعيش والحياة والأمان. هو الذي يحمل في جعبته الكثير من الذكريات والأحزان والأمل، ويعتلي قمة الجبال ويحمل الرمال الساخنة والثلوج الباردة.

عندما يسألونني من أنت؟ أجيب بصوت خافت ومخنوق ، "مهاجرٌ أنا". إنه يمزج الألم والفرح معاً، ويحمل في قلبه أحلاماً كبيرة، وصبراً لا ينضب. فهو يدرك أن الحياة تحتاج إلى شجاعة وإصرار وإيمان، لتحقيق الأهداف وتحقيق الأحلام.

ولكنه يعلم جيداً أن الطريق إلى الحرية والاستقلالية ليست سهلة، فهو يواجه الكثير من التحديات والصعاب. إنه يتحمل المصاعب والمشقة، ويعمل بجد واجتهاد، ليبني حياة أفضل.. في كل مكان يجد نفسه غريباً ومهاجراً ومكسور الجناحين.. وتائه في الطريق والوطن..

مهاجر أنا، أريكِ عالماً جديداً، عالماً يختلف عن الذي عرفتِه من قبل، عالماً يحمل في طياته الأمل والتحدي، وأنا المهاجر أدعوكِ لتكوني جزءاً منه.

أنا المهاجر، الذي يعبر الحدود والبحار، يبحث عن بقعة جديدة للعيش والحياة والأمان. أنا المهاجر، الذي ترك وراءه ماضياً مليئاً بالذكريات والأحزان والأمل، وانطلق للبحث عن مستقبلٍ أفضل. أنا المهاجر، الذي يحمل في جعبته قصصاً مؤلمةً وذكريات جميلة، وأحلاماً بعيدةً المنال.

فأنا أبحث عن حياةٍ أفضل، حيث تكون الفرص متاحةً للجميع، والحياة تكون أكثر عدلاً وإنسانيةً.

فأنا أعلم جيداً أن الحرية والتحرر ليس بالأمر السهل، وأنه يتطلب شجاعة وإصراراً وقوة إرادة، ولكنني أؤمن بأن الحياة تستحق كل التضحيات والجهود.

فأحمل في قلبي حلماً كبيراً، حلم بمستقبلٍ ينعم فيه الإنسان بالحرية والعدالة والإنسانية. حلم بمجتمعٍ يسوده التسامح والتعايش والاحترام، وحياةٍ تنبض بالأمل والفرح والإبداع.

وعلى الرغم من المصاعب والصعاب، قدمت على هذه الرحلة بكل شجاعة وقوة، وأعد نفسي بأن أصنع مستقبلاً أفضل بإذن الله.

فأياً كانت التحديات التي سأواجهها، فسأستمر في السعي نحو تحقيق حلمي وإيماني بأن المستقبل يمكن أن يكون أفضل، وأن كل الجهود والتضحيات التي نبذلها ستكون ذات معنىً وقيمةً عندما نحقق أهدافنا.

أنا المهاجر الذي يتحمل الكثير من المصاعب والصعاب، ويتحدى كل التحديات التي تواجهه. فأنا أؤمن بأن الأمل والتحدي هما ما يحرك الإنسان نحو تحقيق أهدافه وتحقيق أحلامه.

فلا يهمني ماضيٌ مليءٌ بالآلام والمعاناة، ولا يهمني حاضرٌ يضيق الصدر بالتحديات، فأنا أؤمن بأن مستقبلاً أفضل ينتظرني..

فليكن هذا هو نصّي الجميل عن مهاجرٍ أنا، الذي يؤمن بأن المستقبل يمكن أن يكون أفضل، وأنه يستحق كل الجهود والتضحيات لتحقيقه.

هذا عنواني.. مهاجرٍ أنا، الذي يؤمن بأن الحياة تستحق العيش بكل حريةٍ وكرامةٍ، وأنه يستحق التحدي والتضحية لتحقيق ذلك

أضف تعليق


كود امني
تحديث

X

تحذير

لا يمكن النسخ!