نور الحياة وحلم الأقدار
بقلم: د. عدنان بوزان
على ضفاف الزمن، رسمت أحلامي بعناية كما يرسم الرسام لوحة مليئة بالألوان والظلال. كانت تلك الأحلام مختبئة في زوايا الروح، تئن تحت وطأة السنوات التي مرت دون أن تفتح نافذة واحدة لها. لقد كانت روحي تمتلئ بالذكريات، تشتاق إلى الضحكات التي كانت تتردد في أرجاء الذاكرة، وإلى الأحاديث التي كانت تملأ القلوب دفئاً.
منذ أن ابتعد طيفك عن ناظري، وشعرت بأن الشمس قد غابت عن سماء حياتي، شعرت بفقدان بريق وجهك الذي كان يضيء لي الأيام. أصبحت حياتي كتائه في صحراء واسعة، يحتلها الصمت ويكتنفها الحزن. لقد استعمرتني الهواجس والخوف من الخذلان، وكنت أخشى أن أظل وحيداً في ظلام الروح.
وبعد رحلة شاقة وطويلة في متاهات الحياة، أطل قمر من بين نجوم السماء، كانت هي حبيبتي ورفيقة دربي، التي أضاءت لي الطريق بلمسة يدها الحانية. لقد أشرقت حياتي من جديد ببريق عينيها، وكأنما أطلقت العنان لنور جديد يملأ الأفق. مشينا معاً تحت ضوء القمر، وأكملنا المشوار الذي بدأناه بقلوب نابضة بالحب والأمل.
هي سر سعادتي، هي القدر الذي اختاره لي الزمان، وهي الأمل الذي طالما انتظرته. في عينيها رأيت الحياة بألوانها الزاهية، وبجانبها شعرت بالأمان والسعادة. لقد كانت هي الحلم الذي تحقق، والنور الذي بدد ظلام الأيام، وكانت سراً جميلاً لأقدار الحياة.
كل لحظة أمضيها معها كانت مليئة بالسحر والتجدد، كأنها تكتب معي فصلاً جديداً من قصة حب لا تنتهي. في وجودها، كانت الحياة تبدو أكثر إشراقاً، وكانت الآمال تتجدد مع كل نظرة وكل همسة. تلك اللحظات التي قضيناها معاً كانت تملأ قلبي بالفرح وتزرع فيه بذور الأمل.
لقد كانت شريكة حياتي، ورفيقة دربي في كل خطوة أخطوها. معها، شعرت بأن لا شيء يمكن أن يثنيني عن تحقيق أحلامي، لأن حبها كان يدفعني للأمام، وكان يشجعني على مواجهة كل تحدٍ بكل شجاعة وثقة. كانت هي منارة روحي، والنور الذي يرشدني في ظلمات الحياة.
ومع كل يوم يمر، كنت أزداد يقيناً بأن الحياة كانت قد اختارت لي أجمل الأقدار، وأن حبي لها هو أجمل هدية يمكن أن أحظى بها. كانت هي الرفيقة التي لن أفرط فيها أبداً، والحبيبة التي سأظل أحبها بكل جوارحي. كانت هي الحياة التي أعيشها، والحلم الذي أتمناه أن يدوم للأبد.