مجلة دمع القلم
صدر العدد الحادي عشر من مجلة "دمع القلم" | نوفمبر - تشرين الثاني
في عالمٍ تزدحم فيه الأفكار، وتتنازع الكلمات على البقاء، تبقى المجلات الثقافية والفكرية مناراتٍ تستضيء بها العقول في ظلمات الحيرة والتساؤل. وها نحن اليوم نقدّم بين أيديكم العدد الحادي عشر من مجلة "دمع القلم"، هذا النبع الفكري الذي ما زال ينبض بتوهج المعاني وثراء التأملات، مستمداً عمقه من أسئلة الوجود التي تؤرق الإنسان، ومتوشحاً برؤية فلسفية تتحدى السطحية والاعتياد.
يأتي هذا العدد، كعادته، محمّلاً بعبق التأملات الوجودية التي تلامس الروح قبل العقل، وتغوص في أعماق الذات لتسائلها عن ماهيتها، عن أحلامها المجهضة، وعن انكساراتها في وجه تيارات الزمن الجارفة. ففي كل كلمةٍ، تمتزج الفلسفة بالأدب، حيث يلتقي التأمل المجرّد بالحكاية الإنسانية، ليُصاغ منهما نسيجٌ فكري يتجاوز الأطر الضيقة للواقع، ويقترب من فضاء المطلق المجهول.
إن صفحات هذا العدد تعكس التوتر الدائم بين الأمل واليأس، بين الوجود والعدم، بين السعي الحثيث نحو الحقيقة والاعتراف بعبثية الحياة. وكأننا ندعو القارئ ليشاركنا رحلة تأملية تتسع فيها الآفاق، وتتقاطع فيها الأفكار، بين ما هو كائن، وما ينبغي أن يكون.
في هذا الإصدار، نستكمل طرح الأسئلة العميقة التي بدأناها في أعدادنا السابقة، ونعيد إحياء النقاش حول قضايا لطالما شغلت الفكر الإنساني منذ الأزل. في طيات هذه الصفحات، ستجدون قصصاً ونصوصاً أدبية تنبض بالحياة، وقصائد شعرية تفيض بالشجن، ومقالات فلسفية تحفر عميقاً في صخور الفكر. نحن لا نقدم أجوبة جاهزة، بل نشعل شرارة التفكير، وندعو القارئ ليكون شريكاً في صناعة المعنى.
لقد سعينا في هذا العدد إلى أن يكون مرآةً تعكس تناقضات العالم من حولنا: القبح الذي يتخلله الجمال، الظلام الذي تضيئه ومضات نور خافتة، واليأس الذي ينبثق منه أملٌ خجول. تلك التناقضات التي تشكّل نسيج الحياة، وتجعلنا نبحث، رغم كل شيء، عن توازن ينبثق من قلب هذا الصراع.
نأمل أن يجد القارئ بين دفّتي هذا العدد زاداً فكرياً يغذي روحه، وملاذاً أدبياً يعيد إليه شغف البحث والتساؤل. فكما نؤمن بأن القلم قد يدمع حزناً، فإننا نؤمن أيضاً بأنه قادر على أن يخطّ أروع معاني البهاء في وجه الألم.
"دمع القلم"، كما عوّدتكم، ليست مجرد مجلة، بل فضاءٌ مفتوحٌ للحوار بين الذات والآخر، بين الحلم والواقع، وبين الفكر والإحساس. فلتكن هذه الصفحات أفقاً جديداً للقراءة، ومرفأً يعيد تشكيل علاقتنا بالوجود والزمن.
مرحباً بكم في رحلة جديدة بين دفاتر الحلم والتأمل، مع أطيب أمنياتنا بأن تجدوا بين سطورها ما يعانق أرواحكم، ويحفّز عقولكم على الانطلاق أبعد مما كنتم تتخيلون.
مع تحيات أسرة التحرير
مجلة "دمع القلم"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للقراءة أو تنزيل العدد أضغط الملف في الأسفل