مجلة دمع القلم
صدور العدد الثالث عشر من مجلة "دمع القلم" – كانون الثاني 2025
حين تولد الكلمة... يصمت الفراغ
في عوالم الحرف، لا يكون الزمن مجرد توالي الأيام، بل هو رحلةٌ تتشكل عبر الأفكار التي تنضج بين السطور، والتأملات التي تسكن أعماق النصوص. وهكذا، في مطلع عامٍ جديد، تولد حكايةٌ أخرى، فصلٌ جديد يُضاف إلى مسيرة الكلمة التي تأبى أن تتوقف. ها هو العدد الثالث عشر من مجلة دمع القلم يشق طريقه إلى النور في كانون الثاني، مستكملاً مسيرةً من البحث والدهشة والتساؤل. فهو ليس مجرد إصدارٍ جديد يُضاف إلى الأرشيف، بل شهادةٌ أخرى على أن الأدب، رغم صخب العالم، لا يزال قادراً على أن يكون صوتاً لمن أرهقتهم العادية، ونبضاً لمن يبحثون عن المعنى وسط الركام.
إننا في زمنٍ يُستهلك فيه كل شيء بسرعة، تُختصر فيه المشاعر إلى رموز، وتُضغط فيه الأحلام في عناوين عابرة. لكن الأدب، حين يكون حقيقياً، يرفض أن يكون مجرد صدى لحاضرٍ مسرع نحو النسيان. في هذا العدد، كما في كل عددٍ سبقه، نحاول أن نعيد للكتابة هيبتها، أن نمنحها وقتها المستحق، وأن نجعل الكلمة مساحةً للتأمل، لا مجرد أداةٍ للتواصل السريع. كل مقالٍ هنا، وكل نصٍّ، وكل خاطرة، ليست مجرد كلماتٍ على ورق، بل هي أثرُ روحٍ تبحث عن جوهرها في مرايا الحروف.
دمع القلم في عدده الجديد ليس مجرد صفحاتٍ تُقلَّب، بل هو رحلةٌ نخوضها معاً؛ رحلة الأسئلة التي لا إجاباتٍ قاطعةً لها، رحلة الاغتراب والبحث عن الذات، ورحلة الحرف حين يصبح وطناً لمن أرهقتهم المنافي، المرئية منها وغير المرئية. بين دفَّتي هذا العدد، تمتد الجسور بين الفكر والإحساس، بين الحلم والواقع، بين الأسئلة التي نطرحها كل يوم، وتلك التي نخشى مواجهتها.
إنه ليس مجرد عددٍ جديد، بل محطةٌ أخرى في طريقٍ طويل، حيث لا تكون الكلمة الأخيرة إلا بدايةً جديدة، وحيث يبقى الأدب، رغم كل شيء، ملاذاً أولاً وأخيراً لمن يدرك أن الحرف، حين يُكتب بصدق، لا يموت أبداً.
نتمنى لكم قراءة ممتعة ومثمرة، وإلى لقاء قريب في إصداراتنا القادمة، حيث سنواصل معاً رحلة الفكر والإبداع.
مع تحيات أسرة التحرير
مجلة "دمع القلم"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقرأ إلكترونيا من خلال الرابط التالي
https://online.fliphtml5.com/uczyba/uxty/#p=1
للقراءة أو تنزيل العدد أضغط الملف في الاسفل