كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان لو أننا أُخرسنا حقاً، لو أن أصواتنا سُكتت وأقلامنا كُسرت، لربما ظننا، في لحظة من الضعف أو الخوف، أن الحياة ستغدو أسهل. لعلنا كنا سنعيش بلا تلك المواجهة التي تحرق صدورنا يوماً بعد يوم، بلا ألم المصارحة التي تلتهم أرواحنا في صمتٍ ثقيل. قد يتوهم المرء أن الصمت ملاذ، مخرج من الفوضى، من المعاناة، ومن حقيقة لا نملك القوة لتغييرها. لكن، هل حقاً؟ هل كان الصمت لينقذنا؟ أم كان سيتحول إلى لعنةٍ نعيش معها بأرواح فارغة، بلا كرامة، بلا حياة؟ لو أن أقلامنا صمتت، لفقدنا القدرة على التعبير، على الصراخ في وجه الطغاة، على تحويل الألم الذي نحمله إلى كلمات تبني طريق المقاومة. في الصمت، تتهاوى الجدران بيننا وبين المعنى، وتصبح أرواحنا سجينةً لواقع لا يتحرك. إن الصمت ليس راحة، بل هو شكل آخر من أشكال العذاب. هو جرح لا ينزف، لكنه يتعفن في الداخل، يكبر ويزداد عمقاً حتى يصبح نهراً من الخيبة،...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعصف بمنطقة...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان لو أننا أُخرسنا حقاً، لو أن أصواتنا سُكتت...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان أيها الشعوب المنهكة في الشرق الأوسط، إن أصوات...

رسالة النوروز: نداء الأمل والتجدد إلى الشعب الكوردي وكل الشعوب التواقة للحرية

بقلم: د. عدنان بوزان

نوروز: شعلة الأمل وميثاق التجدد نحو عالم موحد بالمحبة والسلام

في الحادي والعشرين من شهر آذار، يتجلى الربيع بكل مجده، معلناً عن بدء دورة جديدة من الحياة بانفتاح أبوابه الوارفة. في هذا اليوم المبارك، يتزامن الاحتفال بعيد النوروز، الذي يعد عيداً للحرية وتذكاراً لكاوا الحداد، مع الشعب الكوردي وبعض الشعوب الأخرى في المنطقة، محتفين بعيد القومية الكوردية، عيد الشعوب ذات الحضارة العريقة، وعيد النور والتجدد، وعيد الروح والإنسانية. تلك اللحظة المحورية لا تمثل فقط التحول الطبيعي الذي يجلبه قدوم الربيع، بل تعد أيضاً تحولاً روحياً واجتماعياً يُجسد الإرادة المتقدة للحياة والعطش للحرية.

إنه الوقت الذي تتجدد فيه الآمال وتُزرع فيه بذور الأحلام مجدداً على أرض الواقع، فتنبت مع كل برعم جديد قصة من قصص الصمود والتحرر. النوروز ليس مجرد عيد، بل هو إعلان عن بداية فصل جديد في كتاب الحياة؛ فصل يحمل معه وعداً بالتجدد والنمو، ويفتح آفاقاً جديدة للشعوب التي تسعى نحو الحرية وتقدير الروح الإنسانية.

أيها الشعب الكوردي العظيم، وأيتها الشعوب النبيلة في المنطقة،

في هذا اليوم المبارك، نقف جنباً إلى جنب، متأهبين على أعتاب فصل جديد يحمل بين طياته الأمل المتجدد والعزيمة التي لا تعرف الكلل، مواصلين سعينا الدؤوب نحو تحقيق السلوالعدالة والازدهار للجميع. إن عيد النوروز، بكل ما يحمله من رمزية عميقة ودلالات غنية، ينير لنا الطريق، مذكراً إيانا بالقوة الهائلة المستترة في البدايات الجديدة والتغيير، وبالإمكانيات اللامحدودة لتجاوز التحديات، مهما بلغت شدتها.

قصة النوروز، التي تجسد النضال المستمر من أجل الحرية والتخلص من قيود الظلم، تجسد قيماً إنسانية عظيمة، تعانق السماء بعلوها وتتجاوز كل الحدود الجغرافية والثقافية. إنها تذكرة لنا جميعاً بأن الإصرار على الحياة بعزة وكرامة، وسعينا المتواصل لصياغة مستقبل مشرق لأجيالنا الآتية، يُعد واجباً مشتركاً يجمعنا، ومسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً.

فلنستلهم من النوروز، في هذا اليوم المجيد، القوة والإلهام لنبني معاً عالماً يسوده العدل والسلام والمحبة، عالماً يزهو بتنوعه ويعتز بثرائه الثقافي، متجاوزاً كل العقبات التي قد تعترض طريقنا نحو التقدم والازدهار. لنجعل من النوروز محطة لتجديد العهد مع أنفسنا ومع بعضنا البعض، متعاهدين على العمل الدؤوب والمثابرة في سبيل تحقيق أحلامنا المشتركة، وترسيخ أسس مستقبل تسوده قيم الحرية والإنصاف للأجيال القادمة.

أيها الأصدقاء الأعزاء ،

في هذا اليوم المجيد، انتصار النور على الظلام، حيث يسود النور متغلباً على ظلمات الليل، لنعاهد أنفسنا من جديد على العمل سوياً، يداً بيد، من أجل تعزيز أواصر الوحدة وتوطيد جسور التفاهم بين الشعوب المتنوعة التي تشكل نسيج منطقتنا الغني. فلنستمد من روح النوروز، هذا العيد العريق، الدافع والعزيمة لمواجهة التحديات التي تعترض طريقنا، متسلحين بقلوب واسعة وعقول متحررة من الأحقاد، مؤمنين بأن قوة التضامن وفعالية الحوار قادرة على تذليل الخلافات وإرساء أسس مستقبل يغمره السلام ويعمه الاحترام المتبادل.

لتكون روح النوروز، بكل ما تحمله من تجدد وأمل، قنديلاً ينير دروبنا نحو العمل الدؤوب من أجل تحقيق العدالة، وصون حقوق الإنسان، والحفاظ على كرامة كل فرد في مجتمعنا. في هذه المناسبة السامية، دعونا نذكر أنفسنا بأن قوتنا الحقيقية تكمن في وحدتنا وغنى تنوعنا، وأن مصيرنا مشترك، يجمعنا في رحلة واحدة نحو غدٍ أفضل.

في يوم النوروز هذا، دعونا نفتح صفحة جديدة تسودها الأخوة والمحبة بين جميع الشعوب، متعهدين بأن نجعل من كل يوم فرصة للبناء والتقدم، محتفلين بتنوعنا كثروة تُثري مجتمعاتنا وتُقوي من عزيمتنا. فلنمض قدماً معاً، متحدين، نحو مستقبل يعمه السلام، يكلله النجاح، وتحفه المحبة والتفاهم بيننا جميعاً.

أيها الأخوة والأخوات،

في ضوء شعلة النوروز التي لا تنطفئ، أدعوكم لتكونوا رسل الأمل والمؤمنين بقوة التجدد والإحياء. لنعانق النوروز كرمز لإعادة التأسيس والتجديد، لا للأرض فحسب، التي تستعيد خصوبتها وجمالها مع قدوم الربيع، بل لأرواحنا أيضاً، التي تستحق التحرر من أثقال جروح الماضي وخيبات الأمل.

لنتعاضد جميعاً من أجل مستقبل يسوده الحب والسلام، حيث تُشيّد الجسور بين القلوب وتُزال الحدود التي تفرق بين الشعوب. في النوروز، نستمد القوة للتغلب على الصعاب، موحدين بروح المحبة والأخوة التي تجمعنا.

أيها الأحباء، دعونا نحتفل بالنوروز كبداية جديدة ليس للطبيعة فقط، بل ولرؤيتنا نحو مستقبل يعمه العدل والتفاهم. فلتكن هذه المناسبة العظيمة فرصة لنا جميعاً لنجدد العهد بالعمل المشترك نحو تحقيق أحلامنا في عالم يعلو فيه علم الإنسانية، معلناً عن فجر عصر جديد من التآخي والسلام.

ليكن النوروز ذلك النور الذي يقودنا خلال ظلمات اليأس، وتلك الدفء الذي يذيب برودة الفرقة والعداوة. لنتذكر في كل يوم القيم السامية للنوروز، التي تُجسد أرقى معاني الحياة والأمل والتجديد.

بهذا الشعور، ننظر إلى الأمام بأمل نحو مستقبل يُزهر فيه الحب والتفاهم والتعاون بين جميع الشعوب، معتبرين رسالة النوروز دستوراً يرشد خطانا نحو آفاق جديدة من العيش المشترك والازدهار.

كل عام وأنتم بخير، وليكن النوروز مصدر إلهام لنا جميعاً في رحلتنا نحو السلام والمحبة والوحدة.

X

تحذير

لا يمكن النسخ!