كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان لو أننا أُخرسنا حقاً، لو أن أصواتنا سُكتت وأقلامنا كُسرت، لربما ظننا، في لحظة من الضعف أو الخوف، أن الحياة ستغدو أسهل. لعلنا كنا سنعيش بلا تلك المواجهة التي تحرق صدورنا يوماً بعد يوم، بلا ألم المصارحة التي تلتهم أرواحنا في صمتٍ ثقيل. قد يتوهم المرء أن الصمت ملاذ، مخرج من الفوضى، من المعاناة، ومن حقيقة لا نملك القوة لتغييرها. لكن، هل حقاً؟ هل كان الصمت لينقذنا؟ أم كان سيتحول إلى لعنةٍ نعيش معها بأرواح فارغة، بلا كرامة، بلا حياة؟ لو أن أقلامنا صمتت، لفقدنا القدرة على التعبير، على الصراخ في وجه الطغاة، على تحويل الألم الذي نحمله إلى كلمات تبني طريق المقاومة. في الصمت، تتهاوى الجدران بيننا وبين المعنى، وتصبح أرواحنا سجينةً لواقع لا يتحرك. إن الصمت ليس راحة، بل هو شكل آخر من أشكال العذاب. هو جرح لا ينزف، لكنه يتعفن في الداخل، يكبر ويزداد عمقاً حتى يصبح نهراً من الخيبة،...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعصف بمنطقة...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان لو أننا أُخرسنا حقاً، لو أن أصواتنا سُكتت...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان أيها الشعوب المنهكة في الشرق الأوسط، إن أصوات...

كلمة اليوم: جسور الأمل: قصص الغربة والإنسانية في رحلة السوريين نحو الأفق الجديد

بقلم: د. عدنان بوزان ..

في ظل غسق الأزمان، حيث تصارع الأرواح عباب الحياة، تتردد أصداء الهجرة، كنغم حزين يحكي قصص الفراق والبحث عن ملاذ. السوريون، أبناء أرض عريقة، مهد الحضارات وملتقى الثقافات، وجدوا أنفسهم ضحايا لزوابع حرب مدمرة، حولت ديارهم إلى ذكريات مبعثرة تحت أنقاض الزمن.

الهجرة، بالنسبة لهم، لم تكن خياراً بل قدراً مفروضاً؛ رحلة البحث عن الأمان في عالم يترنح بين الأمل واليأس. في كل خطوة نحو المجهول، تُحفر في الذاكرة سطور من الحنين إلى وطن يغفو بين ثنايا الروح، وطن يُعانق السماء بأبهى صور الجمال والعظمة، لكنه اليوم يلفظ أنفاسه تحت ثقل الدمار.

الغربة، في عيون السوريين، ليست مجرد فصل جغرافي عن الأرض التي شهدت أولى خطواتهم، بل هي غربة الروح التي تتوق للعودة إلى حضن الوطن، حيث الذكريات تعزف سيمفونية الحياة. هم يحملون في قلوبهم قصصاً لا تُحكى، قصصاً من الألم والفقد، ولكن أيضاً من الشجاعة والأمل.

مع كل شروق جديد، يواجه السوريون في الغربة تحديات البقاء والاندماج، محاولين رسم معالم مستقبل يليق بأحلامهم وتطلعاتهم. وفي هذا السعي، يُظهرون للعالم قوة الإرادة وعظمة الروح الإنسانية التي لا تُقهر بالمحن.

اليوم، يقف العالم شاهداً على مأساة السوريين، تلك الملحمة الإنسانية التي تُعلمنا دروساً في الصمود والأمل. فلنجعل من كلمتنا اليوم نداءً للإنسانية، لتوحيد الجهود من أجل بناء عالم يسوده السلام والعدالة، عالم يُعيد للسوريين ولكل من عانى ويلات الحروب، الأمل في غدٍ أفضل، حيث يُمكن للحلم بالعودة إلى الديار أن يتحول من سراب إلى واقع ملموس.

عالم حيث يتلاشى الألم تحت وهج الفجر الجديد، ويتحول اليأس إلى بذور أمل تنبت في تربة الإرادة الإنسانية الخصبة. في هذا الإطار، تبرز الغربة ليست كنهاية، بل كبداية لفصل جديد، حيث تتشابك أيدي الشعوب معاً في رحلة البحث عن معنى أعمق للوجود والتعايش.

كل شظية من ذكريات الوطن التي يحملها السوريون في قلوبهم تتحول إلى قنديل ينير دربهم في الغربة، يذكرهم بماضيهم العريق ويحثهم على بناء مستقبل يُحاكي أحلامهم العظيمة. في مواجهة التحديات، يتعلمون لغة جديدة، لا لغة الكلمات فحسب، بل لغة الصمود والأمل والإنسانية التي لا تعرف حدوداً.

في هذه الرحلة، يتجلى الوجه الحقيقي للإنسانية، حيث يمتزج الألم بالأمل، والفقد بالعثور، والغربة بالانتماء. السوريون، مع كل خطوة في دروب الغربة، يسجلون قصصاً من العزيمة والتحدي، قصصاً تشهد على أن الروح الإنسانية قادرة على تجاوز أعتى العواصف.

من خلال مشاركة هذه القصص والتجارب، نُسلط الضوء ليس فقط على معاناة السوريين بل أيضاً على قدرتهم الفائقة على الإبداع والإسهام في مجتمعاتهم الجديدة. هذه الإسهامات تُعد دليلاً قاطعاً على أن الإنسان، بغض النظر عن أصله أو قصته، قادر على الارتقاء فوق الألم والمعاناة، ليكتب بأحرف من نور فصلاً جديداً من الأمل والتجدد.

دعونا اليوم، من خلال كلمتنا هذه، نعيد تأكيد التزامنا بالعمل المشترك من أجل مستقبل يُحتضن فيه كل فرد، بغض النظر عن ماضيه أو الأرض التي وُلد عليها. مستقبل يُراعي فيه حق كل إنسان في الحياة، الكرامة، والسعي نحو السعادة. في هذا السعي، تصبح قصة السوريين، ومعها قصص جميع الذين عانوا من ويلات الحروب والنزاعات، بمثابة جسور تواصل بين القلوب والعقول، تدعونا جميعاً لنكون شركاء في بناء عالم أفضل، عالم أكثر إنسانية وعدالة.

هذه الجسور، المبنية من القصص والتجارب، تحملنا فوق تيارات الاختلافات الثقافية واللغوية، لتوحدنا في السعي نحو هدف مشترك: عالم يسوده الفهم والتسامح، حيث يُمكن للجميع أن يجدوا مكاناً يُشعرون فيه بالانتماء والأمان.

الهجرة والغربة، كما عايشها السوريون، تُعلمنا أن في قلب كل تحدي تكمن فرصة لإعادة التفكير في قيمنا وأولوياتنا. تُظهر لنا أهمية بناء مجتمعات أكثر شمولية، تعترف بالتنوع كقوة وليس كعائق. إن قدرة السوريين على النهوض مرة تلو الأخرى، رغم الألم والفقدان، تُعد شهادة على الإرادة الإنسانية اللا محدودة والقدرة على التجاوز والتحول.

في هذا الإطار، كلمة اليوم تدعونا للتفكير في دورنا كأفراد وكمجتمعات في دعم الذين يُواجهون تحديات الهجرة والغربة. تدعونا للعمل من أجل عالم يُقدر الإنسانية فوق كل اعتبار، حيث لا يضطر أحد لمغادرة وطنه بحثاً عن الأمان والكرامة.

دعونا نجعل من التعاطف والمساعدة قيماً أساسية تُشكل تفاعلاتنا، لنخلق معًا بيئة تُلهم الأمل وتُنير دروب القادمين الجدد. دعونا نتذكر أن كل شخص يُواجه الغربة يحمل في قلبه قصة فريدة، وبإمكاننا جميعًا أن نكون جزءاً من الفصل الجديد في قصته، فصل يُحاكي أحلامهم بعالم أفضل.

في الختام، كلمتنا اليوم تُعد تذكيراً بالقوة التي تنبع من توحيد جهودنا ومشاعرنا نحو هدف نبيل. فلنكن جميعاً سفراء للأمل والتغيير، مُلهمين ومُلهمين، في رحلتنا المشتركة نحو عالم يُسوده الحب والسلام.

X

تحذير

لا يمكن النسخ!