كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان لو أننا أُخرسنا حقاً، لو أن أصواتنا سُكتت وأقلامنا كُسرت، لربما ظننا، في لحظة من الضعف أو الخوف، أن الحياة ستغدو أسهل. لعلنا كنا سنعيش بلا تلك المواجهة التي تحرق صدورنا يوماً بعد يوم، بلا ألم المصارحة التي تلتهم أرواحنا في صمتٍ ثقيل. قد يتوهم المرء أن الصمت ملاذ، مخرج من الفوضى، من المعاناة، ومن حقيقة لا نملك القوة لتغييرها. لكن، هل حقاً؟ هل كان الصمت لينقذنا؟ أم كان سيتحول إلى لعنةٍ نعيش معها بأرواح فارغة، بلا كرامة، بلا حياة؟ لو أن أقلامنا صمتت، لفقدنا القدرة على التعبير، على الصراخ في وجه الطغاة، على تحويل الألم الذي نحمله إلى كلمات تبني طريق المقاومة. في الصمت، تتهاوى الجدران بيننا وبين المعنى، وتصبح أرواحنا سجينةً لواقع لا يتحرك. إن الصمت ليس راحة، بل هو شكل آخر من أشكال العذاب. هو جرح لا ينزف، لكنه يتعفن في الداخل، يكبر ويزداد عمقاً حتى يصبح نهراً من الخيبة،...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعصف بمنطقة...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان لو أننا أُخرسنا حقاً، لو أن أصواتنا سُكتت...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان أيها الشعوب المنهكة في الشرق الأوسط، إن أصوات...

صدى الحقيقة في زمن النسيان: كلمة اليوم وصمود الأرض الكوردية

بقلم: د. عدنان بوزان ..

في غفلة من الزمان، حيث يعتصر الصمت أنين الأرواح المتجذرة في أعماق الأرض الكوردية، تتوارى الحقيقة خلف ستار من الأكاذيب المنسوجة بخيوط الطمع والجشع. "اليوم" ليس مجرد كلمة تمر في الركب الزمني، بل هو صرخة الأرض التي اغتصبت، ونواح السكان الأصليين الذين شردوا في مهب رياح الظلم والعدوان. تلك الأرض التي كانت يوماً مهداً للحضارات ومأوى للسلام، صارت اليوم مسرحاً للأطماع السياسية والمادية، حيث استبيحت القيم ودُنست الحقوق.

في هذا العالم المتقلب، حيث تتلاشى الهويات تحت وطأة الاحتلال والتهميش، يظل الوضع الكوردي شاهداً على الإجحاف الذي يمكن أن ترتكبه السياسات الإمبريالية. تحولت الأراضي، التي كانت يوماً ملجأ للأرواح المتعبة والأحلام البسيطة، إلى أرض محتلة يعبث بها قطاع الطرق وأصحاب السوابق، ممن لا يعرفون للوطن قدسية ولا للإنسانية قيمة. إنهم ينهبون ما تبقى من كرامة الأرض والإنسان، في زمن أصبحت فيه الأخلاقية سلعة نادرة.

إن "كلمة اليوم"، في ظل هذه الظروف، تتجاوز مجرد النطق إلى كونها دعوة صارخة للوعي والمقاومة. إنها تنبض بالأمل في قلوب من لم يفقدوا الإيمان بعدالة قضيتهم وصوابية مطالبهم. تستمد قوتها من تاريخ مليء بالتضحيات ومن إرث من النضال لا يعرف الكلل. اليوم هو اللحظة التي يتحد فيها الصوت الكوردي مع الضمير العالمي، منادياً بعالم أفضل حيث تحترم الحقوق وتُصان الحريات ويعم السلام.

إن الحديث عن "كلمة اليوم" في هذا السياق هو حديث عن إرادة شعب لن تُكسر، وعن أرض سُلبت لكنها لم تفقد هويتها. إنها تذكير بأن الأرض، حتى وإن اغتُصبت، تظل حاملة لذاكرة وأحلام أبنائها، الذين سيعودون يوماً لزرعها بالأمل والحياة مجدداً، متجاوزين آلام التشريد والنسيان. فالأرض الكوردية، بما تحمله من عبق التاريخ وصدى الأجداد، لن تستسلم لقسوة المحتلين ولا لخيانة الزمان. إنها تبقى، رغم جراحها، مهداً للأمل وشاهداً على صمود الإنسان في وجه عواصف الحياة.

في هذا اليوم، حيث تتجلى كلمة "اليوم" بمعانيها المتعددة، تبرز قضية الكورد كصرخة مدوية في صحراء اللامبالاة الدولية، داعية إلى إعادة النظر في مفاهيم العدالة والسلام. إنها تدعو إلى الاعتراف بالحق في تقرير المصير وحماية الهويات الثقافية من الاندثار. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج العالم إلى سماع صوت الحقيقة من خلال الضجيج الذي يخلقه القوي على الضعيف، ومن يمتلك السلطة على من يسعى للبقاء.

ليست المعركة مجرد نزاع على أرض أو سلطة، بل هي كفاح من أجل الهوية، والتراث، والكرامة. إنها مواجهة بين الرغبة في الحياة الحرة وبين محاولات طمس الوجود والتاريخ. "اليوم" يعني الوقوف في وجه التحديات بقلب جريء وإرادة لا تلين، متسلحين بالأمل في غد أفضل، حيث تعود الأرض إلى أبنائها، وتزهر مرة أخرى بالحرية والسلام.

إن دعوة "كلمة اليوم" ليست فقط للكورد، بل لكل من يؤمن بالعدالة والمساواة في هذا العالم. إنها تذكرة بأن الصمت عن الظلم يعني المشاركة فيه، وأن النضال من أجل الحق لا يعرف حدوداً جغرافية أو إثنية. في هذا اليوم، دعونا نجدد العهد مع الحق والعدالة، ونسعى جاهدين لبناء مستقبل يسوده الحب والسلام والتفاهم بين جميع الشعوب.

X

تحذير

لا يمكن النسخ!