كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان لو أننا أُخرسنا حقاً، لو أن أصواتنا سُكتت وأقلامنا كُسرت، لربما ظننا، في لحظة من الضعف أو الخوف، أن الحياة ستغدو أسهل. لعلنا كنا سنعيش بلا تلك المواجهة التي تحرق صدورنا يوماً بعد يوم، بلا ألم المصارحة التي تلتهم أرواحنا في صمتٍ ثقيل. قد يتوهم المرء أن الصمت ملاذ، مخرج من الفوضى، من المعاناة، ومن حقيقة لا نملك القوة لتغييرها. لكن، هل حقاً؟ هل كان الصمت لينقذنا؟ أم كان سيتحول إلى لعنةٍ نعيش معها بأرواح فارغة، بلا كرامة، بلا حياة؟ لو أن أقلامنا صمتت، لفقدنا القدرة على التعبير، على الصراخ في وجه الطغاة، على تحويل الألم الذي نحمله إلى كلمات تبني طريق المقاومة. في الصمت، تتهاوى الجدران بيننا وبين المعنى، وتصبح أرواحنا سجينةً لواقع لا يتحرك. إن الصمت ليس راحة، بل هو شكل آخر من أشكال العذاب. هو جرح لا ينزف، لكنه يتعفن في الداخل، يكبر ويزداد عمقاً حتى يصبح نهراً من الخيبة،...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعصف بمنطقة...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان لو أننا أُخرسنا حقاً، لو أن أصواتنا سُكتت...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان أيها الشعوب المنهكة في الشرق الأوسط، إن أصوات...

كلمة اليوم: الحرية: شعلة الأمل وروح الحياة

بقلم: د. عدنان بوزان

في عالمٍ يتسارع إيقاعه وتهتزُّ فيه القيم والمبادئ تحت وطأة الأحداث المتلاحقة، تظلُّ "الحرية" شعلةً تُنير دروب الأمل والتغيير. إنها تلك الكلمة التي تتسع لتشمل آفاقاً لا حدود لها، ترتبط بأحلام الشعوب وتطلعات الأفراد نحو مستقبلٍ أكثر إشراقاً وعدالة.

الحرية ليست مجرد مصطلح سياسي يُتداول في أروقة الحكومات أو منصات الخطابة؛ إنها جوهر الحياة الإنسانية ومعنى الوجود البشري. هي الحق في التعبير عن الرأي دون خوف، والمشاركة في صنع القرار دون إقصاء، واختيار الطريق دون إجبار.

في كثير من الأحيان، تُقاس حضارة الأمم بمدى احترامها وتقديرها للحرية. فالأمم التي تكرم حرية الفكر وتُفسح المجال أمام التنوع والاختلاف هي التي تبني مجتمعات متماسكة، قوية قادرة على مواجهة التحديات. وعلى النقيض، فإن القمع وكبت الحريات يولدان العنف والاضطراب، ويحولان الأوطان إلى سجون كبيرة تكبل الإبداع وتقتل الطموح.

وفي هذا السياق، تبرز الحرية كمرآة تعكس صورة السلطة ومدى ارتباطها بالمواطنين. فالسلطة التي تحترم حريات الأفراد وتعززها هي التي تحظى بشرعية حقيقية ودعم شعبي واسع. أما تلك التي تتعسف في استعمال القوة وتغلق الأبواب أمام الحوار والمشاركة، فهي تزرع بذور الشك والسخط، وتؤسس لبيئة غير مستقرة.

وعلى مستوى الأفراد، تظل الحرية مسؤوليةً قبل أن تكون حقاً. إنها تفرض علينا جميعاً واجب احترام حرية الآخرين، وتقدير تنوع الآراء والأفكار. فالحرية التي تنتهك حقوق الغير هي فوضى، والحرية التي تفتقد إلى المسؤولية هي عبث.

إننا في زمنٍ تتشابك فيه الخيوط وتتعقد فيه الأمور، بحاجةٍ ماسة إلى إعادة اكتشاف قيمة الحرية بكل أبعادها. إن الحرية ليست شعاراً يُرفع في المظاهرات أو عبارةً تُكتب على الجدران، بل هي ممارسة يومية وحقيقة حياتية تتجسد في كل تصرف وفي كل قرار. هي الأمل الذي يدفعنا نحو المستقبل، والنور الذي يرشدنا في الظلمات.

فلنُحيي في أنفسنا شعلة الحرية، ولنُجدد العهد على حمايتها والدفاع عنها، لأنها ببساطة، هي روح الحياة.

X

تحذير

لا يمكن النسخ!