كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان الحياة ليست مجرد رحلة هادئة نحو الغاية النهائية، بل هي ساحة معركة مفتوحة، معركة تقودها قوى متناقضة تتصارع في داخلك وفي كل شيء حولك. هي حرب تبدأ منذ اللحظة التي تفتح فيها عينيك على هذا العالم، حيث تجد نفسك في مواجهة مع نفسك أولاً، ذلك العدو الأكثر شراسة وصعوبة. هذا الصراع مع النفس هو المعركة الأصعب والأكثر مرارة. أنت تقف في ميدان الحرب، سلاحك الوحيد هو قدرتك على التفكير والتأمل، بينما خصمك هو الخوف، الشك، والتردد. كل خطوة تخطوها نحو المستقبل تصبح معركة داخلية، حيث تتصارع رغباتك مع مخاوفك، وأحلامك مع واقعك القاسي. كل صباح تخرج من منزلك، تغادر ملاذك المؤقت إلى عالم مليء بالظروف القاسية التي صنعها الحمقى. أولئك الذين حكموا العالم وجعلوا منه ميداناً للفوضى والظلم. تلك الظروف ليست مجرد عقبات مادية تتجاوزها، بل هي أنظمة متجذرة، قوانين وضعية، وآراء مسبقة تمنعك من التحليق...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان في ليل الفكر الطويل، حيث يتلاشى النور بين...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان الحياة ليست مجرد رحلة هادئة نحو الغاية...

سياسة

بقلم: د. عدنان بوزان قبل تنفيذ مشروعهم بحقنا، كانوا يكررون مقولة...

كلمة اليوم: الحرية: شعلة الأمل وروح الحياة

بقلم: د. عدنان بوزان

في عالمٍ يتسارع إيقاعه وتهتزُّ فيه القيم والمبادئ تحت وطأة الأحداث المتلاحقة، تظلُّ "الحرية" شعلةً تُنير دروب الأمل والتغيير. إنها تلك الكلمة التي تتسع لتشمل آفاقاً لا حدود لها، ترتبط بأحلام الشعوب وتطلعات الأفراد نحو مستقبلٍ أكثر إشراقاً وعدالة.

الحرية ليست مجرد مصطلح سياسي يُتداول في أروقة الحكومات أو منصات الخطابة؛ إنها جوهر الحياة الإنسانية ومعنى الوجود البشري. هي الحق في التعبير عن الرأي دون خوف، والمشاركة في صنع القرار دون إقصاء، واختيار الطريق دون إجبار.

في كثير من الأحيان، تُقاس حضارة الأمم بمدى احترامها وتقديرها للحرية. فالأمم التي تكرم حرية الفكر وتُفسح المجال أمام التنوع والاختلاف هي التي تبني مجتمعات متماسكة، قوية قادرة على مواجهة التحديات. وعلى النقيض، فإن القمع وكبت الحريات يولدان العنف والاضطراب، ويحولان الأوطان إلى سجون كبيرة تكبل الإبداع وتقتل الطموح.

وفي هذا السياق، تبرز الحرية كمرآة تعكس صورة السلطة ومدى ارتباطها بالمواطنين. فالسلطة التي تحترم حريات الأفراد وتعززها هي التي تحظى بشرعية حقيقية ودعم شعبي واسع. أما تلك التي تتعسف في استعمال القوة وتغلق الأبواب أمام الحوار والمشاركة، فهي تزرع بذور الشك والسخط، وتؤسس لبيئة غير مستقرة.

وعلى مستوى الأفراد، تظل الحرية مسؤوليةً قبل أن تكون حقاً. إنها تفرض علينا جميعاً واجب احترام حرية الآخرين، وتقدير تنوع الآراء والأفكار. فالحرية التي تنتهك حقوق الغير هي فوضى، والحرية التي تفتقد إلى المسؤولية هي عبث.

إننا في زمنٍ تتشابك فيه الخيوط وتتعقد فيه الأمور، بحاجةٍ ماسة إلى إعادة اكتشاف قيمة الحرية بكل أبعادها. إن الحرية ليست شعاراً يُرفع في المظاهرات أو عبارةً تُكتب على الجدران، بل هي ممارسة يومية وحقيقة حياتية تتجسد في كل تصرف وفي كل قرار. هي الأمل الذي يدفعنا نحو المستقبل، والنور الذي يرشدنا في الظلمات.

فلنُحيي في أنفسنا شعلة الحرية، ولنُجدد العهد على حمايتها والدفاع عنها، لأنها ببساطة، هي روح الحياة.

X

تحذير

لا يمكن النسخ!