كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان الحياة ليست مجرد رحلة هادئة نحو الغاية النهائية، بل هي ساحة معركة مفتوحة، معركة تقودها قوى متناقضة تتصارع في داخلك وفي كل شيء حولك. هي حرب تبدأ منذ اللحظة التي تفتح فيها عينيك على هذا العالم، حيث تجد نفسك في مواجهة مع نفسك أولاً، ذلك العدو الأكثر شراسة وصعوبة. هذا الصراع مع النفس هو المعركة الأصعب والأكثر مرارة. أنت تقف في ميدان الحرب، سلاحك الوحيد هو قدرتك على التفكير والتأمل، بينما خصمك هو الخوف، الشك، والتردد. كل خطوة تخطوها نحو المستقبل تصبح معركة داخلية، حيث تتصارع رغباتك مع مخاوفك، وأحلامك مع واقعك القاسي. كل صباح تخرج من منزلك، تغادر ملاذك المؤقت إلى عالم مليء بالظروف القاسية التي صنعها الحمقى. أولئك الذين حكموا العالم وجعلوا منه ميداناً للفوضى والظلم. تلك الظروف ليست مجرد عقبات مادية تتجاوزها، بل هي أنظمة متجذرة، قوانين وضعية، وآراء مسبقة تمنعك من التحليق...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان في ليل الفكر الطويل، حيث يتلاشى النور بين...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان الحياة ليست مجرد رحلة هادئة نحو الغاية...

سياسة

بقلم: د. عدنان بوزان قبل تنفيذ مشروعهم بحقنا، كانوا يكررون مقولة...

الحياة كفاح: حرب الذات والظروف والحمقى

بقلم: د. عدنان بوزان

الحياة ليست مجرد رحلة هادئة نحو الغاية النهائية، بل هي ساحة معركة مفتوحة، معركة تقودها قوى متناقضة تتصارع في داخلك وفي كل شيء حولك. هي حرب تبدأ منذ اللحظة التي تفتح فيها عينيك على هذا العالم، حيث تجد نفسك في مواجهة مع نفسك أولاً، ذلك العدو الأكثر شراسة وصعوبة. هذا الصراع مع النفس هو المعركة الأصعب والأكثر مرارة. أنت تقف في ميدان الحرب، سلاحك الوحيد هو قدرتك على التفكير والتأمل، بينما خصمك هو الخوف، الشك، والتردد. كل خطوة تخطوها نحو المستقبل تصبح معركة داخلية، حيث تتصارع رغباتك مع مخاوفك، وأحلامك مع واقعك القاسي.

كل صباح تخرج من منزلك، تغادر ملاذك المؤقت إلى عالم مليء بالظروف القاسية التي صنعها الحمقى. أولئك الذين حكموا العالم وجعلوا منه ميداناً للفوضى والظلم. تلك الظروف ليست مجرد عقبات مادية تتجاوزها، بل هي أنظمة متجذرة، قوانين وضعية، وآراء مسبقة تمنعك من التحليق خارج القفص الذي وُضعت فيه. هؤلاء الحمقى، الذين يفكرون بأن العالم يجب أن يتبع قوانينهم، هم نفسهم الذين يزرعون بذور الفشل واليأس في قلوب الناس. ومع ذلك، تجد نفسك مجبراً على القتال ضدهم، رغم أنهم محاطون بجدران السلطة والمعتقدات المتهالكة.

وهنا تأتي معركة الظروف. الحياة تُدفع إلى زاوية من قبل تلك الظروف، فتجد نفسك مرهقاً، محاصراً بين الواقع المرير والطموحات التي تزداد ثقلاً يوماً بعد يوم. تلك الظروف التي لا تأتي بخير، والتي تزداد تعقيداً مع مرور الوقت. هي معركة تجبرك على اتخاذ قرارات قد تكون ضد طبيعتك، ضد مبادئك، لأن البقاء أصبح ضرورة. تتعلم في خضم هذا الصراع أن الحياة ليست عادلة، وأن القوة ليست في النصر، بل في الاستمرار. في كل مرة تنهض بعد السقوط، تكون قد حققت نصراً صغيراً على هذا الواقع الجائر.

لكن ماذا عن الحمقى؟ أولئك الذين صنعوا هذا العالم بنظامه المجنون وقوانينه الظالمة. هؤلاء ليسوا فقط سياسيين أو قادة أنظمة، بل هم جزء من كل مجتمع، من كل ثقافة تحافظ على الجهل وتزرع الخوف. هم الذين يقنعونك بأن الحل هو الخضوع والقبول بما هو موجود. هم الذين يضعون قيوداً على عقلك، على إمكانياتك، ويجعلونك تؤمن أن التغيير مستحيل. هؤلاء هم أعداء الحرية الحقيقية، الذين يحولون أحلام الناس إلى كوابيس.

لكن في وسط هذه الفوضى، تستمر. تستمر لأنك تدرك أن هذه الحرب ليست مجرد صراع من أجل البقاء، بل هي معركة من أجل الوصول إلى شيء أكبر، شيء يستحق كل هذا العناء. تستمر لأنك تفهم أن النصر الحقيقي ليس في كسب المعارك الفردية، بل في الحفاظ على روحك، في أن تظل قادراً على الحلم، على الحب، على الإبداع، رغم كل الظلام الذي يحيط بك. تستمر لأن الحياة رغم كل شيء، هي حرب تستحق أن تُخاض.

الحياة، في نهاية المطاف، هي صراع مستمر بين ما أنت عليه وما تريد أن تكون، بين ما يحدث لك وما تريد أن تصنعه. هي حرب على جبهات متعددة: مع نفسك، مع الظروف، ومع الحمقى الذين يعتقدون أن لديهم الحق في تحديد مصيرك.

X

تحذير

لا يمكن النسخ!