تصريح سياسي حازم: حقوق الكورد القومية لا نقاش فيها
إن ما يحاول البعض من أصحاب العقليات العنصرية والإسلاموية الجهادية...
كلمة اليوم: سوريا بين فوضى الداخل وتدخلات الخارج: طريق العودة إلى الوحدة والسلام
بقلم: د. عدنان بوزان بعد سقوط النظام البعثي في سوريا وصعود هيئة...
سوريا بين مفترق الطرق: نحو فيدرالية أم تقسيم؟
إن المشهد السوري اليوم يعكس حالة من التصدع العميق في البنية السياسية...
الكرامة والحق: رسالة الشعب الكوردي في وجه الظلم والتلاعب
منذ أمد بعيد، تشاركنا نحن الكورد وشعوب المنطقة الحياة على هذه البقعة الجغرافية، حيث حملت الأيام بيننا مزيجاً من التعاون والصراع. سعينا، بكل صدق، إلى بناء حياة مشتركة تسودها قيم السلام والوئام. لكن بالرغم من هذه الإرادة، واجهنا محاولات متكررة للخداع والهيمنة، تارة تحت شعارات "الأخوة"، وتارة أخرى باسم الدين، وكأنها أقنعة تُخفي وراءها نوايا مختلفة عن المعلن.
ورغم ذلك، قَبِل الكورد العيش المشترك، آملين في بناء مستقبل أكثر عدالة لجميع شعوب المنطقة. ومع ذلك، فإن التاريخ الحديث شهد مأساة مستمرة بحق الشعب الكوردي، بدأت مع معاهدتي لوزان وسيفر، اللتين كرستا تجزئة الكورد وحرمانهم من حقوقهم القومية. ومنذ ذلك الحين، يتكرر المشهد ذاته: الخداع، التهجير، القتل، التعذيب، والقمع، وكل ذلك باسم شعارات "الأخوة" و"وحدة المصير". إنها شعارات فقدت معناها الحقيقي، وتحولت إلى أدوات للتلاعب والخداع السياسي.
لكن، كيف يمكن لأولئك الذين ينادون باسم الدين والأخوة أن يرفضوا أبسط حقوقنا؟ كيف يدّعون الأخوة، بينما يعجزون عن اتخاذ خطوة نحو الاعتراف بحقوقنا القومية، أو حتى تبني نظام فيدرالي أو كونفيدرالي يعيد لنا كرامتنا؟ أي "أخوة" هذه التي تُمارس فيها الإبادة الفكرية والجسدية لشعب بأكمله؟ وأي دين يبرر القتل والتشريد لمجرد أننا نطالب بحقوقنا المشروعة؟ إن هذا الرفض المستمر هو دليل قاطع على أن الشعب الكوردي يُعامل كمشروع للإبادة الممنهجة.
نقولها بوضوح: هذا الوضع لن نقبله أبداً، ولن نسمح بأن يكون وجودنا وهويتنا القومية عرضة للخداع أو التلاعب. إن محاولات طمس وجودنا لن تؤدي إلا إلى تعزيز تصميمنا وإصرارنا على انتزاع حقوقنا، مهما كان الثمن. نحن شعب عانى الألم والقهر لعقود، ومع ذلك ما زلنا نؤمن أن العدالة والحرية هما سبيلنا الوحيد.
اليوم، نقف أمام منعطف تاريخي. لقد تعلمنا من دروس الماضي، ولن نقبل بأقل من حقنا الطبيعي في الحياة بكرامة. نحن الكورد، مصممون على بناء أخوة حقيقية، أخوة تستند إلى العدالة والمساواة. ولن تتحقق هذه الأخوة إلا إذا نالت جميع شعوب المنطقة حقوقها الطبيعية، بما في ذلك حقوقنا القومية.
إن الحقوق التي ننشدها ليست هبة أو منّة من أحد، بل هي حقوق مكفولة بالعهود والمواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وعلى رأسها حق تقرير المصير. نحن نسعى إلى تحقيق ذلك إما عبر الاعتراف بحقوقنا القومية الكاملة، أو من خلال إقامة أنظمة فيدرالية أو كونفيدرالية تضمن لنا ولجميع الشعوب المظلومة في المنطقة حياة قائمة على الاحترام المتبادل، والعدالة، والمساواة.
رسالتنا واضحة: السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بإزالة جذور الظلم والعنصرية وإعادة الحقوق إلى أصحابها. العدالة هي أساس الاستقرار والتنمية لجميع شعوب المنطقة. ومن هذا المنطلق، نمد يدنا لكل من يؤمن بالحرية والعدالة، وندعو إلى شراكة قائمة على الاحترام المتبادل والحق في تقرير المصير. وإذا كان ثمن هذا الطريق هو النضال المستمر، فنحن مستعدون للسير فيه حتى النهاية، من أجل كرامة شعبنا ومستقبل أجيالنا.
6/ 1 / 2025
د. عدنان بوزان