إلى كل القوى السياسية والنافذين والوسطاء الخائنين: كفى تلاعباً بالمقدسات ومصائر الشعب باسم «النصيحة». شمال وشرق سوريا أرض أهلها — ليست ساحةً لتصفية الحسابات ولا مزرعةً لصفقات تدار خلف الظهور على حساب أمن مواطنيها ومستقبل أبنائها.
نعلنها بوضوح لا يقبل الالتباس: بعد اليوم لن يتنازل الكورد عن حقوقهم، ولن يقبلوا بأقل من لا مركزية قومية وسياسية حقيقية — أي إقليم ذو حكم ذاتي يتمتع بضمانات دستورية وحكم محلي فعّال. هذا مطلبنا الوطني والسياسي الثابت، وهو خيار مشروع لن نتراجع عنه، سواء على طاولة التفاوض أو في المحافل الدولية.
إلى من يهوى الترهيب والتهديد: جربوا أن تكسروا إرادة أهل الأرض، وسيشهد عليكم التاريخ. محاولات إفراغ الواقع بالقوة أو الاستقواء بالصفقات والتهريب السياسي لن تغيّر حقائق الجغرافيا السياسية ولا إرادة الشعب في شمال وشرق سوريا. أي تهديد بالحرب أو فرض سيطرة خارج القانون سيواجه مقاومة شاملة وعزيمة لا تلين حتى آخر رمق.
نحن ماضون في كفاحنا من أجل اعتراف دستوري كامل ومكانة تضمن للكورد حقوقهم السياسية والمدنية والثقافية. وسنستخدم كل أدوات الضغط المشروع — دبلوماسياً، سياسياً، قانونياً، واقتصادياً — بكل حزم: تعبئة شعبية، تدويل القضية أمام المؤسسات الدولية، محاسبة كل من أسهم في الإقصاء، ورفض أي ترتيب لا يضمن ضمانات دستورية حقيقية. هذا ليس تهديداً جوهرياً، بل إعلان استعداد كامل للدفاع عن الحقوق والوجود بأي وسيلة مشروعة.
إلى الداخل والخارج نقول بوضوح: إما أن تشاركوا في بناء سوريا تعددية ومتوازنة تقوم على المواطنة والمساواة، أو تتحملوا تبعات أي تصعيد سياسي أو عسكري ناجم عن فرض حلول أحادية. أي محاولة لإخضاع المنطقة بالقوة ستواجه برد قاسٍ، سواء كان عسكرياً أو سياسياً وقانونياً ودبلوماسياً منظماً، مدعوماً بدعم شعبي لا يمكن تجاهله. الشراكة لا تفرض قسراً ولا تستجدى هبات عابرة، ومن يحاول تجاهل ذلك سيتحمل المسؤولية كاملة.
كفى مراوغات ووعوداً جوفاء. التاريخ سيحكم على من اختار الشراكة والعدل، وسيخلد من اختار الإقصاء والمساومة على الكرامة. دعوتنا واضحة — لا تفاوض على الحقوق، لا مساومة على الكرامة، وسنثبت على مواقفنا بعزم لا ينكسر، وبسياسة حازمة تحفظ الوجود والحقوق الوطنية.
15 / 9 / 2025
د. عدنان بوزان