ديواني الجديد تحت عنوان " رسائل إلى إبليس "
في رحاب ديواني الجديد "رسائل إلى إبليس"، تنساب الكلمات كأنها ألحانٌ تخاطب الروح وتداعب القلب. صفحاته ترقص بين أناملي كنسمات هواءٍ عذبة، تحمل بين طياتها الشوق والألم، الحنين والحب، وألام الناس التي ترسم خريطة معاناتهم على قطع الورق.
هنا، أتراصَّف بين سطوري لأعبِّر عن الألم الذي يتخبط في صدري كالموج المتلاطم، فقد سكنت روحي نبضات الشوق وانتابتها حالة من الحنين المُرِّ، أشتاق لوجهها الجميل ولمسة يديها التي ترسم الأمان والدفء.
تتحدث قصائدي عن البُعد والفراق ، عن الوجوه التي تبتعد وتختفي خلف ستائر الزمن، يصاحب ذلك الشعور بالضياع والحزن الذي يعانيه القلب الحنون. أحاول أن أصيغ كلماتي لتكون شفاءً لروحي المتعبة، ولتكون مرآةً تعكس مشاعر الآخرين وتلامس وجعهم.
أيها الزمن ! أنت الشاهد الوحيد على الغدر والخيانة والألم وصراخ الروح، أناديك بصوت عميق يحمل وجع البشر، فهل تلتفت إليَّ؟ هل تلتقط تلك الرسائل التي تحمل شوق العاشقين وعبوس الحالمين؟
في داخل كلماتي، أراك تنتشي بتفاصيل قصائدي، تنساب بداخلك كالأنهار الهائجة، وترقص مع ألحان الألم والحب، تتذوق قسوة البعد وتحلق في فضاء الآمال والأحلام المفقودة.
أيها القدر المؤلم، لست وحدك من يحمل آلام البشر، إنما أنت مصاحبٌ في رحلة الألم والشوق. فاتركني أنسج لك لحناً يعزف على أوتار الروح، لتشعر بأنَّ الكلمات قادرة على تجاوز حاجز الزمان والمكان، وتصل إليك لتروي عطشك إلى الإحساس والتعاطف.
إنه ديواني "رسائل إلى إبليس"، يحمل بين طياته نبض الحياة والإنسانية، فلتتذوقه ولتشعر بأنَّ الألم والحنين جزءٌ لا يتجزأ من حكايات البشر..
في غمرة تلك الرسائل الموجهة إليك، تكمن بذرة الأمل التي تتغلغل في أعماق الظلام، فأنا أُمَلِّي أن تتلمس حروفي الصادقة وتنبثق منها نبضات الشفاء والتجديد.
أيتها الروح الجميلة، قد تتساءل عن سبب هذا الدفع الشديد للتواصل، فأعلم أنني لست مغرماً بالظلام الذي تحمله صورتك، بل أعيش حياةً من خلال الكلمات، تلك الكلمات التي تحمل شجون البشر وآهاتهم.
أراقب بعيني الشغوفة، وأناقش آرائك ومفرداتك بكل انتباه، لا لأن أدخل في لعبة الشر، بل لأستوحي منك قوة وصبراً لمواجهة تحديات الحياة. فأنا أؤمن أنَّ كل شيء يحمل في طياته النقاء والجمال، حتى إن كانت تلك الجمالية مكبلة بالألم والبُعد.
على صفحات ديواني، تسترجع الروح بريقها المفقود، وتستعيد الألوان والعاطفة المكبوتة في أعماق الوجود. إنها رسائلي وشوقي إليك، ، تلك الرسائل التي تأمل أن تصل إلى مبتغاها وتفتح نوافذ للتواصل والتفاهم.
فلتستجب لندائي، ولنعبَر سوياً عن الأحاسيس المكبوتة، ولنُشرق بأمل جديد يغمر قلوبنا، فقد حان الوقت لنعيد بناء جسور التواصل بين البشر ، حتى نجد في النهاية أنَّنا متشابهون بصمت الألم والأمل، ومن خلاله يمكننا التغلب على الصعاب والبقاء متجاوبين مع رقصة الحياة..
ديواني الشعري " رسائل إلى إبليس " من القطع المتوسطة وتتألف من 34 قصيدة و 155 صفحة ..
وهذا مقطع من القصيدة :
عيناكِ:
بوابة الأمل ومحراب الشوق
وقفتُ في محراب عينيكِ الساحرتين
أرتوي من ينابيع الأمل والمعاني
في جمالكِ يتوه الزمان والكون
وينساب الحب كأنه نهرٌ بلا حدود
طرقت باب الأمل بيدي الملتئمة
أناديكِ بصمتٍ يشعر به القلب
فالشوق يداعبني بألحانه الرقيقة
والأحلام تنساب كأنها شهابٌ متلألئ
عيناكِ تروي روحي بنسيمٍ عاطفي
تغمرني بأشواقٍ وحنينٍ لا ينتهي
كل لمسةٍ من يديكِ تذوبني
كالشمس التي تشرق في أفق الشوق المحتضر
في عينيكِ يتجسد الجمال والسحر
كنجمتين لامعتين في سماء العشق
تهديني الضوء والأمان في كل لحظة
تسافرين بي إلى عوالم الحنين والشوق
أيا عيناكِ.. أنتما شعلة الأمل الدائمة
تنيران لي دروب الحياة المبعثرة
وعلى أعتاب قلبي تترقبان
لحظة لقاء تمحو الألم والجراح .
بقلم : د. عدنان بوزان