بين أشلاء الحلم: رحلة في عتمة الزمان

بقلم: د.عدنان بوزان

في عتمة الزمان، حيث تتناثر أحلامنا كشظايا خريفية متناثرة، أجلس هنا، وسط هذا الجو المظلم، أرصد العالم من خلال نافذة ملبدة بالضباب. وكأن وجهي يعكس وجه الحزن الذي يسكن قلبي، أتساءل في لغة لا تُفهم، في مكان يغلفه الحزن.

كلمة بسيطة، كأمواج تلامس شواطئ الأفئدة، تحمل وحدها وزن حقيقة مؤلمة. لو أن جسدي انحنى لقضية أخرى، لكانت أنغام الانتصار ترقص اليوم في فضاء السماء، ولكن بألمٍ عميق، يستلقي جسدي في خندق النسيان.

أخذوا بيدي إلى دهاليز وأروقة التاريخ، حيث كان الأمل يسكن قلوبنا والإصرار يتلألأ في ضياء الفجر. رحلت في مسيرة الوفاء بفخر، لكن اليوم أجد نفسي أغوص في بحر الألم والنسيان. فالجهل يغلِّف أبناء شعبي، يُغْمِرُونَ أنفسهم في بركة الظلم، يحاولون دفن عقول علمائهم ومثقفيهم.

ثمة تساؤلات تراودني في هذه اللحظات المظلمة، هل حقاً هذا هو ثمن التضحية؟ أم هو لون مرير يرسمه الزمان القاسي؟ العلماء يظهرون كأضواء خافتة في تلك الظلمة، يسقطون وحيدين، في حين تستمر الجماهير في ركب الجهل والتعصب. أين ذهبت قيم التعليم والعقلانية في عالم مظلم تغلبت عليه غيوم الجهل والتحجر؟

أعود إلى نافذتي، حيث يستمر المشهد الضبابي. لا يسمح لي سوى بنثر حروف الحزن في سماء اللا معلوم. فقد اخترت الوفاء بقضية شعبي، جعلت الأمل يتسلل إلى قلبي، وها نحن اليوم نبقى محاصرين بين ذكريات الأمجاد وألم النسيان.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

X

تحذير

لا يمكن النسخ!