مجلة دمع القلم
حين يُكتَب الحرف ذاته من جديد، يولد السؤال...
ما زالت الكلمة، رغم ازدحام الصمت، تمتلك القدرة على أن تكون بدايةً ونهايةً في آنٍ واحد؛ بدايةً لمن يبحثون عن معنى وسط فوضى الاحتمالات، ونهايةً لأولئك الذين أيقنوا أن الكتابة ليست ترفاً، بل صرخة وجودٍ ضد العدم. ها نحن نخطو معاً نحو عددٍ جديد من دمع القلم، عددٍ لا يأتي ليضيف صفحاتٍ أخرى فحسب، بل ليكون امتداداً للرحلة، رحلة الفكر المتسائل، والوجدان الباحث عن مرافئه وسط عاصفة العالم.
في هذا العدد الرابع عشر، شباط 2025، ندرك أكثر من أي وقتٍ مضى أن الأدب ليس ظلًّا لحياةٍ تمضي، بل هو حياةٌ موازيةٌ تُمنَح للذين يرفضون أن يكونوا عابرين في أيامهم. إننا نحمل بين السطور شيئاً من ذواتنا، شيئاً من حلمٍ تأبى الكلمات أن تُفصح عنه بسهولة، وشيئاً من حنينٍ لا نعرف له اسماً، لكنه يسكننا بعمقٍ كلما أوغلنا في التأمل.
ليس هذا الإصدار مجرد نافذةٍ نطل منها على العالم، بل هو مرآةٌ تنعكس فيها أرواحٌ تشهد على زمنٍ باتت فيه السرعة تلتهم المعاني، وتحل فيه الضوضاء محل الحوار. لكننا، كما في كل مرة، نمنح أنفسنا رفاهية التمهُّل، متعة العودة إلى الوراء خطوةً لنتأمل، ثم القفز نحو الأمام بوعيٍ أشد نضجاً، وبصيرةٍ أشد توقداً.
نكتب لأننا نبحث، نكتب لأننا لم نعد نجد في العابرِ ما يشبع نهم أرواحنا للمعرفة والدهشة، نكتب لأن الأدب، حين يكون حقيقيّاً، لا يتخلى عن دوره في أن يكون ضوءاً وسط عتمة الاستهلاك، ومأوى لأولئك الذين يسكنهم السؤال أكثر مما تسكنهم الإجابات.
ها هو العدد الرابع عشر من دمع القلم بين أيديكم، ليس مجرد إصدارٍ جديد، بل دعوةٌ إلى قراءةٍ تتجاوز الحرف إلى ما خلفه، إلى المساحات التي يتركها الصمت ليملأها التأمل، إلى الأسئلة التي لا تنتهي، وإلى الحكايات التي لم تُكتب بعد، لكنها تسكننا بانتظار أن نبثها الحياة.
نتمنى لكم رحلةً ثريةً بين طيّات هذا العدد، وإلى لقاءٍ آخر، حيث لا تزال الكلمة تملك دهشتها الأولى، وحيث يكون الحرف دائماً بدايةً جديدة.
مع تحيات أسرة التحرير
مجلة دمع القلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقرأ إلكترونيا من خلال الرابط التالي
https://online.fliphtml5.com/uczyba/obav/#p=1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للقراءة أو تنزيل العدد أضغط الملف في الأسفل