كوباني: ملحمة المقاومة وبوابة سوريا الجديدة
بقلم: د. عدنان بوزان مدينة كوباني التي خطّت بدماء أبنائها وبناتها...
تصريح سياسي تحذيري: الاعتراف بحقوق الكورد أو غياب الاستقرار في سوريا
إننا نحن الكورد، ومن منطلق إدراكنا العميق لحجم التحديات التي تواجهنا...
تصحيح المسار السياسي الكوردي في سوريا: نحو رؤية واقعية واستقلالية
بقلم: د. عدنان بوزان في ظل التعقيدات التي تحيط بالمشهد السياسي...
تصريح سياسي تحذيري: الاعتراف بحقوق الكورد أو غياب الاستقرار في سوريا
إننا نحن الكورد، ومن منطلق إدراكنا العميق لحجم التحديات التي تواجهنا في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ سوريا، نعلن رفضنا القاطع للأفكار العنصرية التي يروّج لها أمثال كمال اللبواني. تلك الأفكار تهدف بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تهميش الحقوق المشروعة للشعب الكوردي وتقييدها ضمن إطار ما يُسمى بـ"الديمقراطية البعثية العروبية الجديدة". هذه الأفكار ليست سوى محاولات يائسة لإقصاء الكورد من أي دور مستقبلي في صياغة سوريا جديدة قائمة على العدالة والمساواة.
إننا نؤكد أن حقوق الشعب الكوردي ليست قابلة للمساومة أو التلاعب من قبل أي طرف، سواء أكان ذلك عبر أدوات النظام الجديد المصنفة إرهابياً في دمشق أم عبر ممثلين غير شرعيين لا يعبرون عن الإرادة الحقيقية للشعب الكوردي، كأمثال عبد الحكيم بشار ( حسن خيري جديد ) أو ما يُسمى بـ"المجلس اللا وطني الكردي". ونؤكد أيضاً رفضنا أن تكون قوات "قسد" أو "مسد" الممثل الحصري لنا، حيث إنها لا تعبر عن تطلعاتنا كشعب يسعى إلى الحرية والاستقلالية في قراره السياسي.
إننا الكورد نؤمن بأن مستقبلنا يجب أن يكون بأيدينا نحن، بعيداً عن هيمنة الأحزاب الكوردية التقليدية التي أخفقت في تمثيل طموحاتنا، وبعيداً عن تدخل القوى الإقليمية التي لا تسعى إلا لتحقيق مصالحها على حساب حقوقنا. وعليه، ندعو إلى تشكيل وفد كوردي مستقل يمثل الإرادة الشعبية الحقيقية وبعيداً عن الشخصيات والوجهاء العشائرية الجاهلة، ويعمل على تحقيق المطالب الوطنية العادلة للشعب الكوردي في سوريا، بما في ذلك تثبيت حقوقنا دستورياً بشكل صريح لا لبس فيه.
لن نسمح لأي طرف كان أن يتلاعب بمصيرنا أو يقرر مستقبلنا دون إرادتنا. سنواصل النضال بكل الوسائل المتاحة، وبإصرار لا ينكسر، حتى نحقق العدالة ونضمن حقوقنا. نحن مستعدون للتضحية بكل ما نملك، حتى آخر قطرة دم في عروقنا، من أجل قضيتنا العادلة ومستقبل أجيالنا القادمة.
ونؤكد بوضوح أن أي محاولة للتلاعب بمصير الشعب الكوردي أو تجاهل حقوقه القومية المشروعة لن تجلب الاستقرار لسوريا بأي شكل من الأشكال. إن التهميش والإقصاء لا يمكن أن يكونا أساساً لبناء مستقبل مشترك. وإذا لم تتحقق مطالبنا اليوم، فإننا مستعدون لإعادة خلط الأوراق غداً وبعد غد، ولن نبقى مكتوفي الأيدي أمام أي مؤامرات تستهدف وجودنا وهويتنا.
نحن الكورد نطالب باعتراف دستوري كامل بحقوقنا القومية، كجزء أصيل من النسيج الوطني السوري. وأي تجاهل لهذه الحقوق يعني أن سوريا لن تحلم بالاستقرار أو السلام المستدام. فإما أن تتحقق العدالة والاعتراف بحقوقنا المشروعة، وحقوق جميع القوميات والأقليات بشكل كامل وغير منقوص، وإما أننا سنواصل نضالنا بكل الوسائل ولن نسمح لأي قوة داخلية أو خارجية بأن تسلبنا حقوقنا أو تمسّ بكرامتنا.
رسالتنا واضحة: الاستقرار الحقيقي لسوريا يبدأ بالاعتراف بجميع مكوناتها وضمان حقوقها بشكل عادل ومتساوٍ. أما محاولات الإقصاء والاستمرار في السياسات العنصرية، فلن تؤدي إلا إلى مزيد من الأزمات والصراعات التي لا يمكن لأحد أن يتحكم بمآلاتها.
20/ 12 / 2024
د. عدنان بوزان