تصريح سياسي حازم: حقوق الكورد القومية لا نقاش فيها
إن ما يحاول البعض من أصحاب العقليات العنصرية والإسلاموية الجهادية...
كلمة اليوم: سوريا بين فوضى الداخل وتدخلات الخارج: طريق العودة إلى الوحدة والسلام
بقلم: د. عدنان بوزان بعد سقوط النظام البعثي في سوريا وصعود هيئة...
سوريا بين مفترق الطرق: نحو فيدرالية أم تقسيم؟
إن المشهد السوري اليوم يعكس حالة من التصدع العميق في البنية السياسية...
تحذير استراتيجي بشأن الحقوق الكوردية ومستقبل سوريا
إلى قيادة قوات سوريا الديمقراطية،
إن الحقوق الكوردية ليست منّة أو هبة من أحد، بل هي حقوق قومية مشروعة ومستحقة، كرّستها تضحيات أجيالنا على مرّ العقود، وهي حقوق لا تقبل المساومة أو التلاعب تحت أي ظرف كان، أو تحت أي ضغوط داخلية أو خارجية. إننا، من موقع المسؤولية التاريخية تجاه الشعب الكوردي وتجاه الشعب السوري بأسره، نؤكد أن نضالنا ليس موجهاً نحو تقسيم سوريا، بل نحو بناء وطن مشترك قوي ومزدهر يحترم حقوق الجميع ويضمن كرامتهم.
إننا نؤمن بسوريا موحدة، ولكن وحدة هذه الدولة لا يمكن أن تتحقق بالإقصاء أو التهميش، بل من خلال الاعتراف الكامل بالتعددية القومية والثقافية. إن النظام الفيدرالي الذي ندعو إليه لا يشكل تهديداً لوحدة سوريا، بل يمثل الضامن الأساسي لها، حيث يحقق العدالة لجميع المكونات دون تمييز أو استثناء.
إننا نحذر من أي خطوات أو سياسات قد تضعف الموقف الكوردي، أو تجعل حقوقنا القومية عرضة للمساومات السياسية. الفيدرالية ليست مجرد مطلب سياسي، بل هي الحل الوحيد الذي يضمن الاستقرار في سوريا، ويمنح كل قومية وشعب حقه المشروع في إدارة شؤونه، وفقاً لمبادئ الحرية والعدالة.
كما نؤكد على ضرورة فك الارتباط مع حزب العمال الكردستاني (PKK) وأي أجندات سياسية أو عسكرية لا تخدم المصلحة الوطنية السورية. يجب إخراج أي عناصر منتمية إلى هذا الحزب من الأراضي السورية، إن وجدت، لضمان استقلالية القرار الكوردي السوري وتجنيب مناطقنا أي تداعيات أو صراعات إقليمية لا تخدم الشعب السوري عامة والكوردي خاصة. إن هذه الخطوة ستكون حاسمة في بناء شراكة سورية حقيقية، بعيداً عن تأثيرات الخارج ومصالح الأطراف الإقليمية.
نحذر من أن التبعية للأجندات الخارجية أو تقديم تنازلات غير مبررة لن يخدم سوى أعداء الشعب الكوردي وأعداء سوريا الموحدة. علينا جميعاً، ككورد وسوريين، أن نتحمل مسؤوليتنا التاريخية في بناء مستقبل مشترك يقوم على أسس الديمقراطية والتعددية، بعيداً عن أي خضوع أو استجابة للضغوط الخارجية التي تُفرض علينا.
ختاماً، نؤكد أن خيارنا الأساسي هو السلام والتعايش المشترك، لكن هذا السلام يجب أن يكون قائماً على أسس راسخة من العدالة واحترام الحقوق والكرامة لجميع المكونات. إن سوريا الفيدرالية التي نحلم بها هي سوريا العدالة والحرية، التي تحتضن جميع أبنائها دون تمييز أو استثناء، وتكون نموذجاً حضارياً للتعايش المشترك في المنطقة.
7 / 1 / 2025
د. عدنان بوزان