المقدمات الفلسفية ( 6 ) الجدل المترنح: رحلة في ذاكرة الوهم وأبعاد الحقيقة

بقلم: د.عدنان بوزان

في رحلة التأمل العميق، نجد أنفسنا أمام أسئلة تتلوح في أفق اللاوعي، تتسلل إلى أفكارنا كالظلال الغامضة التي ترافق كل خطوة نخطوها في هذا الكون الواعِد. إنها لحظة الاستفهام التي تجعلنا نتساءل عن معنى الحياة والوجود، وهل هناك أبعاد لا ندركها تتناغم بين حقيقتنا الملموسة والبُعد الأبدي.

في هذا السياق الفلسفي العميق، أردت أن أقدم لكم تصوُّراً جديداً يحيل مفهوم اللاهوت إلى حدود أكثر تشويقاً. هل يمكن أن تكون كل حياة عبارة عن حوار لا نهائي بين الواقع والخيال؟ هل اللاهوت ليس سوى مسرح للأفكار البشرية الخلاقة، حيث يلعب الإنسان دور الإله الذي يصاغ به خياله ويرتسم بأفكاره الراهنة؟

ربما نعيش في عالم يُعد بذلك المسرح، حيث يخطو الفرد خطواته بين كواليس الزمان والمكان، يجسد أفكاره وأحلامه، ويُشكل واقعه بما يخطر بباله. هل اللاهوت يكمن في قدرتنا على خلق الحقيقة من خلال التفكير والتخيُّل، أم هو مجرد هراء يسكن أفق الأفكار البشرية الخائفة من مواجهة اللاشيء؟

إن هذه الفكرة تقف على حد التقاطع بين الوجود واللاوجود، حيث يصير الإنسان الخالق لحياته، يسعى للعثور على إجابات داخل المتاهات الملتوية لعقله. في هذا الكون المتداول، ربما يكون اللاهوت ليس أكثر من تفسير لحكاياتنا الشخصية، والحياة لا تكون إلا خيالاً جماعياً نخلقه بأفكارنا ونُكوِّنه بخيوط الخيال.

إنها رؤية تحوم في أفق الفلسفة، تتساءل عن قدرتنا على إعادة كتابة الرواية الكونية بأيدينا، وهل الحقيقة النهائية هي نتيجة للتفكير البشري الخلاق، أم هي مجرد حقيقة موجودة بمعزل عنا تماماً؟ بين أطياف اللاهوت ومحيط الوجود، نقف أمام لغز لا نهائي يدعونا للاستكشاف وتحدي حدود الفهم البشري.

X

تحذير

لا يمكن النسخ!