السيفُ إن غابَ عن عَينيَّ لا يُغْمَدُ والحـقُّ بالنصلِ إن شـــاءتْ لهُ العُدَدُ
والقلـــمُ حـــارسُ أفكـــــارٍ مجلِّلةٍ تنسابُ في كفِّ مَن بالنورِ قد وُهِدوا
إن كانَ يحمِي حُدودَ الأرضِ صارمُهُ فالقلبُ يُحييهِ فِكرٌ صاغهُ الرُّشْــــــدُ
لـــــولا القَصـــائدُ لم تُذكَــــرْ مَآثِرُنا ولـــولا الدمـــاءُ لما قامتْ لنا عَمَـــدُ
السيـــفُ يَفتكُ بالظلماءِ إن طغَـتْ والقلمُ يَمحُو ضلالَ الفكرِ إن فَسَدُوا
فاضربْ بسيفِكَ إن جارَ الزمانُ على حُـــرٍّ تلوذُ بهِ الآمــــــالُ إن نُكِــــدُوا
واكتبْ بقلمِــــكَ عن أيامِـــنا عِـبراً لعلَّــــها تُوقِـــظُ الآتي إذا رَقَــــــدُوا
فالســــيفُ نارٌ تُذيقُ الظلمَ مَهلَكةً والقلـــمُ نـــورٌ بـــهِ الأكـــــوانُ تتَّقِدُ
كــم خطَّ قلمُكَ من أمجادِنا سِـفراً وكـم رأينا على الأعداءِ ما حَشَــدُوا
إذا استوى السيفُ والقلمُ على غَرَضٍ فلن يُنالَ مــرادٌ ظالـــمٌ قَصَــــــــدُوا
للســــيفِ عِــــزٌّ كأنَّ الدهــرَ يَذكرُهُ وللقلــمِ فخــرُهُ في مـــا خطاهُ يــدُ
إن لم يكن في يديكَ الحَزمُ ممتزجاً بالســيفِ والقلمِ، ما كانَتْ لنا سُـدَدُ
السيفُ يَحكمُ في ساحِ الوغى حُكمَهُ والقلـــمُ يشــهَدُ للتاريخِ ما شَــهِدُوا
قد تُطفئُ النارَ أحـــلامُ الكـــرامِ إذا ســادَ البيانُ، وفاضَ العقــلُ واتّقَــدُوا
فاضـــربْ إذا واجــــهَ الأعــداءُ عِزَّتَنا واكتبْ ليقرأَ مَن ســيأتونَ ما عَهِــدُوا
كـــم بنى الســيفُ أمجــاداً مؤزَّرةً وكــم كتبَ القلــمُ الأفــراحَ إذ وُلِــدُوا
هذي الحـياةُ لنا ســـيفٌ وقافــــيةٌ بها الســـــموُّ على الأمــجــادِ يتَّـحِدُ
فالســـيفُ في يدِنــا عـدلٌ نُدافعُهُ والقلــمُ في يدِنــــا للحـــــقِّ مُنفـردُ
فاجعلْ طريقَكَ ما بينَ السلاحِ كما بينَ الحـــــــــروفِ التي بالنـورِ تنعقِدُ
لا يُفلحُ العــزمُ إن خانَ القلمُ يــدَهُ ولا يقومُ الســــلاحُ إن خــانَــهُ الجَلَدُ
السيفُ إن خضَّبَ الأعداءَ في دمِهم فالقلــمُ يَحفَـظُ للتــاريــخِ ما فَقِـدوا
وكِلاهــــما حارســــانِ للكــرامةِ لا يُفـلانِ إن صـدَقَــتْ نياتُ مَن جَهِـدوا
فكنْ كمن يحمـــــلُ العُليا بسـيفِهِ ويكتبُ المجـــدَ للأجـــيالِ إن عَقـدوا
واصنعْ بقلـــبِكَ روحَ العـدلِ وانطلقْ كـأنَّ كــلَّ الأمــاني فــــيكَ تَســـتندُ
أليـــسَ في الكونِ للتاريخِ كاتــبهُ؟ أليسَ في الســـيفِ نصرٌ صادقٌ أبَدُ؟
فالســـيفُ عِزُّ أناسٍ يَحمِلــونَ بــهِ والقلـــمُ روحٌ لهــم في العِلـمِ يتَّقِدُ
سـأمضي قولاً بهِ الأمجادُ شاهدةٌ: الســـــيفُ والقـلــمُ للعِــزِّ مُتَّـحِــــدُ.
بقلم: د. عدنان بوزان