مجلة دمع القلم
أيها الأصدقاء،
أيها المسافرون على سفن الحرف، الحالمون في زمنٍ أثقله الغبار،
أيها الواقفون عند تخوم المعنى، القابضون على جمر السؤال في عتمة الأزمنة...
يسرّ أسرة تحرير مجلة "دمع القلم" أن تزفّ إليكم خبر صدور العدد السادس عشر، عدد نيسان لعام 2025، في 337 صفحة من القطع المتوسط، محمّلةً بكل ما يجعلكم تؤمنون أن الكلمة لا تزال قادرةً على أن تكون وطناً، وملاذاً، وميداناً.
هذا العدد ليس مجرد امتدادٍ لما سبقه من أعداد، بل صفحةٌ جديدة تُضاف إلى سفر الحبر المقاوم.
كتبنا هذا العدد كما لو أننا ننقش أسماءنا على صخرٍ يتحدى العاصفة، وكأننا ننثر بذور القصائد على حقولٍ يابسةٍ نؤمن أن المطر سيصلها يوماً.
في نيسان، حيث تتفتح أزهار الأرض، فتحت مجلتكم جراح الروح، وأزاحت عن وجه الحقيقة أقنعة الزيف، وساءلت العالم بصوتٍ لا يعرف المهادنة:
ما جدوى القلم إذا صمت الوطن؟ وما قيمة الحرف إذا انحنى للجهل؟
في صفحات هذا العدد، تنصتون إلى هدير القصائد كما تنصتون إلى نبض قلوبكم.
تجدون المقالات لا تواسيكم، بل توقظ فيكم قلق المعنى، والقصص لا تروي أحداثاً بل تبعث الحياة في ذاكرة الألم، والأفكار لا تطفئ الأسئلة بل تشعلها كحرائقَ كريمة.
لقد كتبنا هذا العدد لا لنرضي ذوق السوق، ولا لنجمّل مرآة السلطان، بل لأننا نخجل أن نصمت حين تُجلد الكلمة، ويُحاكم الشعر، وتُنفى الحقيقة.
كتبنا لأننا نؤمن أن في زمنٍ يُخشى فيه الحبر أكثر من الرصاص، يصبح القلم آخر معركةٍ شريفةٍ يجب أن نخوضها حتى آخر قطرة نور.
أيها القرّاء،
"دمع القلم" ليست مشروعاً أدبياً فحسب، بل صرخةُ ضمير، ووطنٌ من ورق يحرس أحلامكم حين تعصف بها الرياح.
هي محاولةٌ لأن نبقى واقفين وسط السقوط العام، نحمل راية الجمال والمعنى في عالمٍ يكاد ينساهما.
هي التي تعلّمنا معاً كيف نبكي بكرامة، وكيف نزرع دموعنا على خدّ الورق لتنبت صباحاتٍ أقل وجعاً وأكثر وعداً.
نعم، نلتقي معكم مجدداً...
نفتح لكم هذا العدد كما تُفتح النوافذ للضوء، وكما تُشرع القلوب للمطر.
لعلّ كل حرفٍ كتبناه فيه يكون بندقيةً تُطلق على الطغيان، أو قبلةً على جبين الحرية، أو جرس إنذارٍ في ليلٍ طويل.
كونوا معنا...
فالحبر ما زال يقاتل، والمعنى ما زال يحلم، والكلمة ما زالت تخبئ في جعبتها ثوراتٍ لم تولد بعد.
دمتم للمعنى أمناء،
ودامت "دمع القلم" منارةً لا تخبو،
ودام الحرف سلاحاً لم يُبع ولم يُشترَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع تحيات أسرة التحرير
مجلة دمع القلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقرأ إلكترونيا من خلال الرابط التالي
https://online.fliphtml5.com/uczyba/qgyr/
للقراءة أو تنزيل العدد أضغط الملف في الأسفل