مجلة دمع القلم
أيها القارئ الذي لا يُشبه إلا نفسه،
ثمّة لحظات لا تُقاس بالوقت، بل تُقاس بما تتركه فينا من رجفة... وهذا العدد السابع عشر من "دمع القلم" هو إحدى تلك اللحظات.
نصدر لا لنحتفل بورقٍ جديد، بل لنؤكّد أن الكتابة ما زالت قادرةً على الانحياز للإنسان، حين يُباع كلّ شيء. نكتب، لا لأننا نحترف الحبر، بل لأننا نخاف من الصمت، كما يخاف الوعي من الخيانة. ولأن أيّار ليس شهراً بريئاً، بل مرآة دامعة لوجه الذاكرة حين يُشوّهه النسيان.
إنّنا لا نُعلن صدور عددٍ جديد، بل نُعلن استمرار مقاومةٍ صامتة بالكلمات، وجمرةً لا تنطفئ في قلب الزمن. نصدر لأننا لا نؤمن بأن الأدب زخرفة، بل نؤمن بأنه شكلٌ من أشكال النبوّة المجهولة، وصوتٌ يتردّد في البريّة حين تسقط المعاني تباعاً من أفواه السياسيين.
أيّها القارئ،
حين تمسك بهذا العدد، لا تبحث عن اليقين، ولا تُفتّش عن الخاتمة. لأنّنا لم نكتب لنُرضي، بل لنهزّ، لنكسر مرايا الزيف، ولنوقظ الذاكرة من نومها الطويل.
"دمع القلم" ليست مجلّة، بل هي احتجاجٌ مكتوب ضد هذا العالم الذي يتفنّن في نحت القبح. هي تمسّكٌ أخير بالشعريّ، في زمنٍ تتساقط فيه القيم كما تتساقط الأوراق اليابسة. هي تمرّدٌ ناعم، كأن يصرخ الحرف في وجه الخرس العام، أو يتوهّج الضمير وسط الظلال المعلّبة.
في هذا العدد، لم نكن كُتّاباً، بل كنّا كائناتٍ تهرب من الفناء عبر الكلمات، كنّا حرّاس الضوء في ممرّاتٍ لم يعبرها أحد. كتبنا لنعيش، لا لنعجب... لنُربك، لا لنصفّق... لنصير شهوداً، لا أتباعاً.
أيّها القادم من هدوء القراءة،
اقرأنا كما تُقرأ صلاةٌ مكتوبةٌ من شظايا، أو وصيّةٌ نُقشت تحت جلد الذاكرة. ولا تسأل عن جدوى مجلةٍ اسمها "دمع القلم"... بل اسأل: ما الذي تبقّى من الإنسان، لو لم يبقَ له إلا الكلمة؟
هذا هو العدد السابع عشر... كُتب لكم، كي لا تذبلوا مع العالم. وكُتب عنكم، لأنكم الحبر الذي لا يرضى أن يكون ماءً.
فادخلوه... كما يدخل العشّاق أسطورةً لم تُروَ بعد،
وادخلوا فيه، كما يدخل الشعر جرحَه المفتوح... ولا يعود.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع تحيات أسرة التحرير
مجلة دمع القلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقرأ إلكترونيا من خلال الرابط التالي
https://online.fliphtml5.com/uczyba/zbmh/#p=1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للقراءة أو تنزيل العدد أضغط الملف في الأسفل