من أجل سوريا ديمقراطية: نحو إسقاط الاستبداد وبناء وطن العدالة والكرامة
- Super User
- Word of the Day
- Hits: 1337
إن إسقاط النظام البعثي المجرم ورحيله الكامل عن المشهد السياسي في سوريا هو الخطوة الأولى والأساسية لوضع حدٍّ لمعاناة شعبنا، وتحقيق تطلعاته في الحرية والكرامة والعدالة. فهذا النظام، الذي رسّخ الاستبداد والقمع لعقود طويلة، لم يكن مجرد مصدر لتمزيق المجتمع السوري، بل كان السبب الجذري في تدمير البنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للوطن، مما حوّل سوريا إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، بدلاً من أن تكون وطناً آمناً ومستقراً لجميع أبنائها.
في الوقت ذاته، نؤكد رفضنا القاطع للجماعات الإسلاموية الراديكالية الإرهابية المسلحة، التي استباحت دماء السوريين، واستغلت معاناتهم لتحقيق أهداف ظلامية تخدم أعداء الحرية والعدالة. إن هذه الجماعات تمثل الوجه الآخر للاستبداد الذي دمّر وطننا، وهي عدوة الشعب السوري بكل مكوناته وتوجهاته.
رؤيتنا لسوريا المستقبلية تقوم على بناء دولة ديمقراطية تعددية تشاركية لا مركزية، تحترم حقوق جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء أو تمييز. إننا نطمح إلى سوريا دولة علمانية تفصل بين الدين والسياسة، وتحمي حرية المعتقد والتعبير، وتضمن المواطنة المتساوية، بحيث يكون القانون مرجعاً عادلاً يحمي الجميع دون تفرقة أو استثناء. إن سوريا التي نسعى إليها هي سوريا الحرية والكرامة، حيث تسود العدالة، وتُصان فيها كرامة الإنسان باعتبارها القيمة العليا.
من هذا المنطلق، ندعو جميع القوى الوطنية والديمقراطية إلى تجاوز خلافاتها وتوحيد صفوفها والعمل معاً لإسقاط النظام المستبد والقضاء على الإرهاب بجميع أشكاله. إن الطريق إلى سوريا جديدة يبدأ بتضافر الجهود لبناء مشروع وطني جامع يعيد للسوريين الأمل في مستقبل يسوده السلام والازدهار.
إننا نؤمن بأن إرادة الشعب السوري في الحرية والتغيير قادرة على تجاوز كل العقبات. ورغم صعوبة مسيرة الكفاح وتحدياتها، فإننا على ثقة بأن تضحيات السوريين ستثمر في بناء وطن يستحقونه؛ وطن يتسع للجميع، ويحتضن كافة مكوناته على أسس العدالة والمساواة."
الدكتور عدنان بوزان