في ظل التطورات المتسارعة على الساحة السورية، نتابع بقلق بالغ التقارير التي تشير إلى اتفاق بين قائد قوات سوريا الديمقراطية والرئيس السوري غير الشرعي، والذي يسعى إلى فرض رؤية إقصائية لا تخدم سوى استمرار السلطة الاستبدادية على حساب جميع مكونات الشعب السوري. إن أي دستور يتم فرضه بأساليب غير ديمقراطية، ويرتكز على أيديولوجيات متطرفة تهدد مستقبل سوريا، هو خطوة خطيرة نحو تعميق الأزمة وإطالة أمد المعاناة.
إننا نرفض بشكل قاطع أي محاولات لإعادة إنتاج السلطة القمعية بأساليب أكثر دموية، سواء عبر تهميش المكونات السورية أو فرض دستور غير شرعي يعيد إنتاج النموذج السلطوي المتطرف. كما نحذر من السياسات التي تهدف إلى تهميش حقوق الشعب الكوردي، الذي كان ولا يزال جزءاً أساسياً من النسيج السوري، وله حقوقه المشروعة التي ينبغي أن تُكفل في أي حل سياسي عادل ومستدام.
بناءً على ذلك، ندعو الشعب الكوردي إلى تنظيم تظاهرات سلمية في جميع أماكن تواجده حول العالم، للتعبير عن رفض الدستور الإقصائي والمطالبة بحقوقه الكاملة وفق مبادئ الديمقراطية والعدالة. كما نطالب قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، بالاستقالة من منصبه نتيجة إخفاقه في حماية حقوق الشعب الكوردي وإدارة المرحلة الراهنة بفاعلية.
في الوقت ذاته، نجدد مطالبتنا بإسقاط الرئيس غير الشرعي أحمد الشرع وقواته الإرهابية، والتي تواصل قمع السوريين وترسيخ الاستبداد تحت غطاء دستور مفروض لا يعبر عن إرادة الشعب. وندعو المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لضمان حماية المناطق التي تواجه تهديدات مباشرة، لا سيما المناطق العلوية في الساحل السوري، والدروز في الجنوب، والمناطق الكوردية في شمال وشرق سوريا، من أي تصعيد عسكري أو انتهاكات تستهدف سكانها.
إن سوريا المستقبل يجب أن تكون دولة ديمقراطية تعددية، تضمن حقوق جميع مكوناتها، وتحول دون عودة الديكتاتورية بأي شكل من الأشكال، سواء تحت غطاء قومي أو ديني. وأي محاولة لفرض سلطة استبدادية جديدة ستُواجَه برفض شعبي واسع، وستكون عقبة أمام أي حل سياسي دائم وعادل.
المجد للحرية والعدالة، والنصر لإرادة الشعوب في تقرير مصيرها.
14 آذار 2025
د. عدنان بوزان