الحروب الإسرائيلية الشاملة: تحليل استراتيجي لأهداف إعادة تشكيل الشرق الأوسط

بقلم: د. عدنان بوزان

الحرب الإسرائيلية الشاملة على غزة، والتصعيد العسكري المتزايد ضد حزب الله في لبنان، والهجمات الأخيرة في سوريا، بما في ذلك الضربة الموجهة إلى السفارة الإيرانية في منطقة المزة بدمشق، ليست مجرد سلسلة من الأحداث المعزولة، بل هي جزء من مشهد إقليمي ودولي متشابك ومعقد. هذه التحركات العسكرية الإسرائيلية تعكس ديناميكيات عميقة ترتبط بتوازن القوى الإقليمي والتغيرات في خريطة المصالح الجيوسياسية. من ناحية، تقف إسرائيل في مواجهة مباشرة مع قوى ما تسمى المقاومة التي تعتبرها تهديداً وجودياً لأمنها القومي، ومن ناحية أخرى، تجد نفسها في صراع غير مباشر مع قوى إقليمية كبرى مثل إيران، التي تسعى لتعزيز نفوذها عبر دعم هذه الحركات المسلحة في لبنان وفلسطين.

تصاعد حدة هذه العمليات العسكرية يشير إلى تغير في استراتيجيات المواجهة. ففي غزة، كانت الحملات العسكرية الإسرائيلية تهدف منذ سنوات إلى إضعاف قدرات حماس والجهاد الإسلامي، لكن الهجمات الأخيرة تشير إلى محاولة لفرض تسوية نهائية تُغير موازين القوة في القطاع. وفي لبنان، تعكس الغارات الجوية الواسعة على حزب الله محاولة لكبح نفوذه المتزايد، ليس فقط كقوة عسكرية تهدد شمال إسرائيل، بل أيضاً كذراع إيرانية في المنطقة. ومع اغتيال بعض قياداته واستهداف الضاحية الجنوبية، يبدو أن إسرائيل تسعى لتوجيه رسائل قوية إلى محور ما تسمى المقاومة بأنها لن تتهاون في الدفاع عن مصالحها الأمنية والاستراتيجية.

أما الضربة الجوية التي استهدفت السفارة الإيرانية في المزة بدمشق، فهي تحمل دلالات أوسع تتجاوز الصراع المباشر بين إسرائيل وحزب الله. هذه العملية تأتي في إطار صراع مستمر بين إسرائيل وإيران على النفوذ في سوريا، التي باتت ساحة صراع إقليمي بعد الحروب المدمرة في سوريا. إيران، التي تدعم النظام السوري وتحاول بناء وجود عسكري طويل الأمد هناك، تُعتبر في نظر إسرائيل أكبر تهديد إقليمي، ليس فقط لدعمها المباشر لحزب الله، بل لأنها تسعى لتعزيز نفوذها على حدود إسرائيل الشمالية، مما يجعل من سوريا جبهة جديدة في الصراع الإسرائيلي-الإيراني.

الأحداث الأخيرة تشكل امتداداً لهذا النزاع القديم، ولكنها تكشف عن تحولات جديدة في أساليب المواجهة. إسرائيل، التي لطالما اعتمدت على القوة العسكرية التقليدية، باتت الآن تتبع أسلوب الضربات الاستباقية المتكررة، سواء في غزة أو في لبنان أو حتى في قلب دمشق. في المقابل، تُظهر إيران وحلفاؤها أنهم مستعدون لمواجهة طويلة الأمد، معتمدين على تكتيكات غير تقليدية وأذرع عسكرية إقليمية.

التوترات المتزايدة بين إسرائيل وإيران تلقي بظلالها على منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وتجعل من الصعب تحقيق الاستقرار في المنطقة. في الوقت نفسه، يعكس هذا التصعيد العسكري لعبة مصالح دولية أوسع نطاقاً. فالصراع الإسرائيلي-الإيراني ليس فقط نزاعاً إقليمياً، بل هو أيضاً ساحة تتقاطع فيها مصالح قوى دولية كبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا، وكل منهما تحاول التأثير على مسار الأحداث بما يخدم مصالحها الاستراتيجية.

في هذا السياق، يُعتبر التصعيد العسكري الإسرائيلي جزءاً من مشروع أكبر قد يهدف إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط سياسياً وجغرافياً، من خلال تقسيم الدول الكبيرة إلى كيانات أصغر أو خلق مناطق نفوذ جديدة. هذا المشروع، الذي يُعرف بـ"مشروع الشرق الأوسط الجديد"، يقوم على إضعاف الدول المركزية مثل سوريا والعراق وإيران، وجر تركيا إلى المستنقع وأضعافها، وإنهاء التهديدات التي تواجه إسرائيل من هذه الدول أو من الحركات المدعومة منها.

في النهاية، يظهر أن الحروب الإسرائيلية في غزة ولبنان وسوريا ليست سوى فصول جديدة من قصة الصراع الطويل في الشرق الأوسط، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والدولية، وتختلط الأبعاد العسكرية بالجيوسياسية. هذا الصراع يزداد تعقيداً مع مرور الوقت، حيث تواصل الأطراف المتناحرة تعديل استراتيجياتها وتكتيكاتها، في محاولة لتحقيق أهدافها في منطقة لا تعرف الاستقرار.

1. خلفيات الحرب الإسرائيلية على غزة:

لطالما كانت غزة نقطة اشتعال رئيسية في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. تصاعد التوترات في غزة غالباً ما يكون مرتبطاً بالانقسامات السياسية بين حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية، ولكنه أيضاً يأتي نتيجة السياسات الإسرائيلية الحازمة التي تهدف إلى احتواء المقاومة الفلسطينية بأشكالها المختلفة. الحرب الشاملة التي شنتها إسرائيل على غزة قبل فترة جاءت بعد سلسلة من التطورات السياسية والميدانية، بما في ذلك الفشل المتكرر لمفاوضات السلام، والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، والضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل نتيجة الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في غزة.

إسرائيل تعتبر قطاع غزة تهديداً مستمراً لأمنها القومي، خصوصاً مع وجود حماس التي تمتلك بنية عسكرية قوية وتستطيع توجيه ضربات صاروخية نحو المستوطنات الإسرائيلية. الحرب الأخيرة على غزة كانت محاولة إسرائيلية لإضعاف حماس بشكل حاسم، خاصة بعد تنامي قدراتها العسكرية وحصولها على دعم لوجستي وتكنولوجي من إيران.

2. الغارات الجوية على حزب الله: تصعيد إسرائيلي غير مسبوق:

الهجمات الإسرائيلية الواسعة على الضاحية الجنوبية في لبنان جاءت ضمن استراتيجية أوسع لتفكيك قوة حزب الله، الذي يُعد واحداً من أقوى الفاعلين العسكريين في لبنان والمنطقة ككل. حزب الله يعتبر عنصراً رئيسياً في معادلة الردع الإقليمي، حيث يمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ التي تهدد العمق الإسرائيلي. الضربات الأخيرة التي استهدفت قيادات في الحزب، بما فيهم تقارير عن اغتيال حسن نصر الله، تعد تصعيداً غير مسبوق في حرب الظل بين إسرائيل وحزب الله.

استهداف قيادات بارزة في الحزب يشير إلى أن إسرائيل قررت الانتقال إلى مواجهة مباشرة أكثر وضوحاً، بهدف قطع رأس التنظيم وتوجيه ضربة قاصمة لقدراته. هذه الاستراتيجية ليست جديدة، لكن التوقيت والطريقة يعكسان تحولاً في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه الحزب، الذي كان يتمتع بقوة ردع كبيرة خلال السنوات الماضية.

3. التوترات الإيرانية-الإسرائيلية: ساحة مواجهة متعددة الجبهات:

إيران تعد اللاعب الرئيسي الآخر في هذه المعادلة. الدعم الإيراني لحماس وحزب الله يمثل جزءاً من استراتيجية طهران لتوسيع نفوذها في المنطقة، ومواجهة الهيمنة الإسرائيلية في الشرق الأوسط. التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله يأتي في ظل تصاعد التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، خاصة بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت إيرانية في سوريا،

وهي جزء من ما تسميه إسرائيل "الحرب بين الحروب"، التي تهدف إلى منع إيران من التمركز العسكري في سوريا. الهجوم الأخير على السفارة الإيرانية في المزة بدمشق هو جزء من هذا التصعيد المتبادل. هذه الضربة تأتي في سياق متشابك من المواجهات التي تتزايد بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية، حيث تحاول إسرائيل منع إيران من إنشاء ممرات لوجستية تربط بين طهران وبيروت عبر الأراضي السورية والعراقية. الهجمات على السفارة الإيرانية تشير إلى أن إسرائيل لا تقتصر على استهداف البنية التحتية العسكرية، بل تشمل أيضاً الأهداف الدبلوماسية، في محاولة لتوجيه رسالة واضحة إلى طهران مفادها أن كل من يدعم حزب الله أو حماس سيكون هدفاً مشروعاً.

4. تداعيات التصعيد على المنطقة:

التصعيد العسكري الأخير يحمل في طياته تداعيات كبيرة على مستوى المنطقة.

أولاً، الهجمات الإسرائيلية على غزة وحزب الله قد تؤدي إلى اشتعال جبهات متعددة، حيث يمكن أن تندلع مواجهات واسعة النطاق على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، بالإضافة إلى تصاعد التوترات في غزة. مثل هذا السيناريو قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في لبنان وغزة على حد سواء، وقد يفتح الباب أمام تدخلات دولية أكبر، سواء من الأمم المتحدة أو قوى إقليمية كبرى مثل تركيا وروسيا.

ثانياً، التصعيد بين إسرائيل وإيران قد يأخذ طابعاً أكثر شمولية، خاصة إذا ما ردت إيران أو حلفاؤها في المنطقة على الهجمات الإسرائيلية. هذا التصعيد قد يؤدي إلى مزيد من الانخراط الإيراني في النزاعات الإقليمية، ويدفع المنطقة نحو مزيد من الاستقطاب بين المحاور المتنافسة.

- الأهداف الرئيسية من هذه الحروب والصراعات:

الأهداف الرئيسية من التصعيد العسكري الإسرائيلي على غزة، حزب الله، وإيران يمكن أن يُفهم ضمن سياق أوسع مرتبط بالمصالح الجيوسياسية الإسرائيلية، والرؤية الاستراتيجية طويلة الأمد التي تسعى لتحقيقها إسرائيل بالتعاون مع حلفائها. تتضمن هذه الأهداف عدة محاور رئيسية:

1. توسيع دولة إسرائيل:

إسرائيل تسعى باستمرار إلى تعزيز أمنها الاستراتيجي من خلال التوسع في الأراضي والسيطرة على المناطق الحيوية. يبرز هذا الهدف في السياسات الإسرائيلية تجاه غزة والضفة الغربية، والتوسع الاستيطاني المستمر في الأراضي الفلسطينية. إن احتلال مناطق استراتيجية يتيح لإسرائيل ضمان حدود آمنة والتصدي لأي تهديدات مستقبلية من حركات المقاومة. التوسع الإقليمي لا يعني بالضرورة ضم أراض جديدة بشكل تقليدي، بل قد يشمل تشكيل حزام أمني عبر خلق مناطق عازلة تسيطر عليها إما عبر التعاون مع أطراف محلية أو عبر ضربات عسكرية متواصلة لتدمير البنية التحتية لقوى المقاومة.

2. القضاء على القوى "الإرهابية" المهددة لأمن إسرائيل:

إسرائيل تعتبر الفصائل المسلحة في غزة، مثل حماس والجهاد الإسلامي، إضافة إلى حزب الله في لبنان، تهديداً مستمراً لأمنها القومي. لذا، تعمل على استهداف هذه القوى بغرض إضعافها أو القضاء عليها. تقوم إسرائيل بتصعيد عملياتها العسكرية عندما تشعر بتزايد القوة العسكرية لهذه الفصائل، وهو ما يشكل جزءاً من حرب استنزاف طويلة تهدف إلى منعها من بناء قدراتها العسكرية أو تهديد العمق الإسرائيلي.

3. تقسيم المنطقة: تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد:

ما يعرف بـ"مشروع الشرق الأوسط الجديد" يهدف إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من خلال تفتيت الدول الكبرى إلى وحدات أصغر، مستندة إلى الانتماءات العرقية والطائفية والدينية. إسرائيل وحلفاؤها يرون أن تقسيم المنطقة سيسهم في تحقيق استقرار أكبر، من خلال إضعاف الدول المركزية الكبرى التي قد تشكل تهديداً على إسرائيل أو مصالح الغرب في المنطقة. هذا المشروع يركز بشكل أساسي على تقسيم سوريا والعراق، وهما دولتان تتمتعان بتنوع عرقي وطائفي واسع، وكذلك إعادة تشكيل حدود الدول بناءً على خطوط طائفية وعرقية جديدة.

4. نقل الفلسطينيين إلى جنوب لبنان:

وفقاً لبعض الرؤى المطروحة ضمن "مشروع الشرق الأوسط الجديد"، يمكن أن يتضمن الحل المقترح للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي نقل الفلسطينيين إلى مناطق جديدة، مثل جنوب لبنان. هذه الفكرة المثيرة للجدل ليست جديدة في الأوساط الإسرائيلية أو الغربية، حيث تم طرح خطط مماثلة خلال الصراعات الكبرى الماضية، لكن تنفيذها يبدو مستحيلاً بسبب المقاومة الشديدة من الشعوب والحكومات العربية والفلسطينية. مع ذلك، يبقى الهدف من هذه الفكرة هو إيجاد حل "نهائي" للمسألة الفلسطينية، عبر إبعاد الفلسطينيين عن الأراضي التي يعتبرها الإسرائيليون ضرورية لأمنهم القومي.

5. فشل المشروع الإيراني في المنطقة:

الهجمات الإسرائيلية ضد حزب الله وضربات متعددة على المواقع الإيرانية في سوريا ولبنان، هي جزء من جهد إسرائيلي-أمريكي أكبر يستهدف تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة. إيران، التي تعتبر نفسها القوة الإقليمية المهيمنة في الشرق الأوسط، تدعم حركات المقاومة مثل حماس وحزب الله وتستخدم نفوذها في سوريا والعراق لتعزيز مكانتها الإقليمية. تحجيم النفوذ الإيراني هو جزء من الاستراتيجية الإسرائيلية-الأمريكية لمواجهة ما يعتبرونه "الخطر الإيراني"، وإضعاف مشروعها الذي يهدف إلى توسيع نفوذها وتأمين ممر استراتيجي يصل طهران ببيروت عبر العراق وسوريا.

6. تقسيم سوريا: خطة الانتداب الفرنسي الجديدة:

سوريا تعتبر ساحة رئيسية للتجاذبات الإقليمية، وتقسيمها هو أحد الأهداف الأساسية لبعض القوى الغربية والإسرائيلية. التقسيم المقترح يشمل إنشاء كيانات طائفية مستقلة على غرار تقسيمات الانتداب الفرنسي القديمة التي وضعت أسساً لمناطق طائفية منفصلة. هذا السيناريو سيسمح بتحقيق الاستقرار المؤقت عبر خلق مناطق حكم ذاتي للعلويين، والدروز، والسنة، والكورد، مع السيطرة الإسرائيلية أو الغربية على المناطق الاستراتيجية، مثل مرتفعات الجولان أو المناطق الحدودية الجنوبية.

7. خطة جنوب سوريا والأردن:

إلى جانب تقسيم سوريا، تسعى بعض الجهات إلى تعديل الحدود وخلق مناطق عازلة بين إسرائيل والأردن وسوريا. هذه الخطة تهدف إلى تقليص النفوذ الإيراني في جنوب سوريا، وضمان أن تكون تلك المنطقة تحت سيطرة قوى متحالفة مع إسرائيل، سواء عبر وساطات دولية أو عبر دعم مجموعات محلية في الجنوب السوري. إلى جانب ذلك، هناك نية في نقل بعض من اللاجئين الفلسطينيين إلى تلك المنطقة، ودمجها في إطار حل سياسي نهائي للصراع.

8. إعادة ترسيم المنطقة:

إسرائيل، إلى جانب قوى إقليمية ودولية، تسعى إلى إعادة ترسيم حدود الشرق الأوسط بما يتناسب مع المصالح الجيوسياسية الجديدة. إعادة الترسيم هذه تشمل تغييرات في الحدود، وتقسيم دول قائمة، وخلق كيانات جديدة تتناسب مع التركيبة العرقية والدينية. هذه الخطة تعتمد على إضعاف الدول المركزية القوية التي ترفض هذا التقسيم، مثل إيران وسوريا، وتعزيز قوى محلية قادرة على الحفاظ على مصالح إسرائيل وحلفائها في المنطقة.

9. السيناريوهات المحتملة:

يمكننا التنبؤ بعدة سيناريوهات محتملة للتطورات المستقبلية في ظل التصعيد الحالي:

أ- سيناريو التصعيد الشامل: في هذا السيناريو، قد تؤدي الهجمات الإسرائيلية إلى رد فعل قوي من حزب الله أو إيران، مما يؤدي إلى مواجهة إقليمية شاملة تشمل عدة دول في المنطقة. في هذه الحالة، قد تتحرك قوى دولية كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا للوساطة، ولكن من غير المضمون أن يتم احتواء الأزمة بسرعة.

ب- سيناريو الردع المتبادل: قد تبقى المواجهات في إطار الردع المتبادل، حيث توجه إسرائيل ضربات محددة، فيما ترد إيران أو حزب الله بضربات تكتيكية، دون الوصول إلى مواجهة شاملة. هذا السيناريو يعتمد على قدرة الأطراف المتصارعة على ضبط النفس وعدم الانجرار إلى مواجهة مفتوحة.

ج- سيناريو الوساطة الدولية: في ظل التصعيد المتزايد، قد تتدخل قوى دولية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للتوسط بين الأطراف، بهدف وقف التصعيد ومنع اندلاع حرب شاملة في المنطقة.

الخاتمة:

في النهاية، يبقى الصراع بين إسرائيل وحماس وحزب الله وإيران محكوماً بمصالح إقليمية ودولية معقدة. التصعيد العسكري الأخير، سواء في غزة أو لبنان أو سوريا، يعكس ديناميات أكبر من مجرد مواجهة عسكرية، بل يعكس تحولاً في استراتيجيات المواجهة بين القوى الإقليمية، وسعي كل طرف لتعزيز نفوذه وفرض شروطه على أرض الواقع. في ظل هذه المعادلة، تبقى المنطقة على حافة الهاوية، حيث يمكن لأي تطور طارئ أن يفتح الباب أمام مواجهة شاملة لا يمكن التنبؤ بعواقبها.

في نهاية المطاف، الحروب والصراعات في الشرق الأوسط ليست مجرد مواجهات عسكرية محدودة، بل هي جزء من مشروع أوسع لإعادة رسم خريطة المنطقة وتقسيمها بما يتماشى مع المصالح الإسرائيلية والغربية. هذا المشروع يعتمد على القضاء على القوى التي تعتبرها إسرائيل تهديداً وجودياً، وفي مقدمتها حماس وحزب الله وإيران، إلى جانب إعادة تشكيل الخريطة السياسية والجغرافية بما يضمن تفتيت الدول القوية وإقامة كيانات صغيرة يسهل السيطرة عليها.

 

يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن إسرائيل وحلفاؤها من تحقيق هذه الأهداف الكبرى، أم أن مقاومة الشعوب في المنطقة ستنجح في التصدي لهذا المشروع؟

أضف تعليق


كود امني
تحديث

X

تحذير

لا يمكن النسخ!