كلمة اليوم

إننا نحن الكورد، ومن منطلق إدراكنا العميق لحجم التحديات التي تواجهنا في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ سوريا، نعلن رفضنا القاطع للأفكار العنصرية التي يروّج لها أمثال كمال اللبواني. تلك الأفكار تهدف بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تهميش الحقوق المشروعة للشعب الكوردي وتقييدها ضمن إطار ما يُسمى بـ"الديمقراطية البعثية العروبية الجديدة". هذه الأفكار ليست سوى محاولات يائسة لإقصاء الكورد من أي دور مستقبلي في صياغة سوريا جديدة قائمة على العدالة والمساواة. إننا نؤكد أن حقوق الشعب الكوردي ليست قابلة للمساومة أو التلاعب من قبل أي طرف، سواء أكان ذلك عبر أدوات النظام الجديد المصنفة إرهابياً في دمشق أم عبر ممثلين غير شرعيين لا يعبرون عن الإرادة الحقيقية للشعب الكوردي، كأمثال عبد الحكيم بشار ( حسن خيري جديد ) أو ما يُسمى بـ"المجلس اللا وطني الكردي". ونؤكد أيضاً رفضنا أن تكون قوات "قسد" أو "مسد" الممثل...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان مدينة كوباني التي خطّت بدماء أبنائها وبناتها...

كلمة اليوم

إننا نحن الكورد، ومن منطلق إدراكنا العميق لحجم التحديات التي تواجهنا...

كلمة اليوم

بقلم: د. عدنان بوزان في ظل التعقيدات التي تحيط بالمشهد السياسي...

مفاوضات معقدة بين قسد وهيئة تحرير الشام: تحليل معمق للتفاهمات والرهانات السياسية

بقلم: د. عدنان بوزان

تشهد الساحة السورية حالياً مفاوضات مكثفة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهيئة تحرير الشام، برعاية أمريكية مباشرة. تأتي هذه المفاوضات في ظل صراعات معقدة ومصالح متشابكة، وتحمل في طياتها فرصاً وتحديات قد تعيد تشكيل الخارطة السياسية والعسكرية في سوريا. البنود المطروحة على طاولة المفاوضات تعكس مصالح كل طرف والتوازنات الإقليمية والدولية المؤثرة عليهما. في هذا التحليل، نستعرض أبرز المطالب من كلا الطرفين والتأثيرات المتوقعة لهذه المفاوضات.

أولاً: مطالب قسد من هيئة تحرير الشام:

1- الاعتراف بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا:

• تسعى قسد لضمان اعتراف الحكومة السورية الجديدة بالإدارة الذاتية، مما يعزز شرعية مشروعها السياسي والإداري في مناطق سيطرتها. يُعد هذا المطلب محورياً لضمان تمثيل الكورد وبقية مكونات المنطقة في أي ترتيبات سياسية مستقبلية.

2- تسهيل إعادة المهاجرين الكورد:

• تطالب قسد بالتعاون لإعادة المهاجرين الكورد الذين نزحوا أو أُجبروا على مغادرة مناطقهم، مثل تل حاصل، تل عرن، عفرين وريفها، تل أبيض، ورأس العين. يعكس هذا المطلب رغبة قسد في استعادة التوازن الديمغرافي.

3- التوسط لحل الخلاف مع تركيا:

• تدعو قسد هيئة تحرير الشام إلى المساهمة في التوسط لحل الخلافات مع تركيا عبر الحكومة السورية الجديدة، في إطار سعيها لتحقيق استقرار طويل الأمد.

4- وقف الهجمات المدعومة من تركيا:

• تطلب قسد ضمانات لوقف هجمات الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا على مناطق شرق الفرات، لحماية مكتسباتها العسكرية والسياسية.

5- المشاركة في الحكومة المقبلة:

• تهدف قسد إلى تأمين دورها في العملية السياسية من خلال المشاركة في الحكومة المقبلة المزمع تشكيلها بعد مارس 2025.

6- تعديلات دستورية تضمن حقوق الكورد:

تطالب قسد بتعديلات دستورية تشمل:

• تغيير اسم البلاد إلى "الجمهورية السورية" بدلاً من "الجمهورية العربية السورية".

• الاعتراف باللغة الكوردية كلغة رسمية ثانية.

• ضمان الحقوق الثقافية والتعليمية للكورد.

7- إخراج الجيش التركي من الأراضي السورية:

• تطالب قسد بضمان إخراج القوات التركية من الأراضي السورية بمجرد استقرار الأوضاع.

ثانياً: مطالب هيئة تحرير الشام من قسد:

1- الاعتراف بالدولة السورية الموحدة:

• تشترط الهيئة اعتراف الإدارة الذاتية بالدولة السورية كوحدة سياسية موحدة، واعتبار الإدارة الذاتية جزءاً من الدولة السورية.

2- إخراج العناصر الأجنبية:

• تطالب الهيئة بإخراج كوادر حزب العمال الكردستاني (PKK) من سوريا، في استجابة للمخاوف التركية.

3- فك الارتباط مع الأحزاب الخارجية:

• تدعو الهيئة قسد إلى فك ارتباطها مع الأحزاب أو الجهات الخارجية التي تثير مخاوف إقليمية، خاصةً تركيا.

4- تسليم المناطق العربية لقاطنيها:

تشترط الهيئة تسليم المناطق ذات الأغلبية العربية، مثل:

• القسم الشرقي من ريف دير الزور.

• مدينة الطبقة وسدها.

• مدينة الرقة وبعض ريفها.

5- تقاسم الموارد الطبيعية:

• تطلب الهيئة تخصيص 50% من موارد المنطقة الشرقية للحكومة السورية، بما يشمل النفط والزراعة والثروات الطبيعية.

6- إطلاق سراح السجناء العرب:

• تدعو الهيئة إلى إطلاق سراح جميع السجناء العرب المحتجزين لدى قسد.

7- تسليم السجناء الأجانب:

• تطالب الهيئة بتسليم جميع السجناء الأجانب من تنظيم داعش إلى الحكومة السورية.

8- رفع العلم السوري في مناطق الإدارة الذاتية:

• تؤكد الهيئة على ضرورة رفع العلم السوري في جميع مناطق الإدارة الذاتية كرمز لوحدة الدولة.

9- إشراف جزئي على المعابر الحدودية:

• تطلب الهيئة إشرافاً جزئياً للحكومة السورية الجديدة على المعابر الحدودية مع العراق وتركيا.

10- دمج قسد ضمن الجيش السوري الجديد:

• تدعو الهيئة إلى دمج قوات قسد ضمن الجيش السوري الجديد إدارياً، في إطار توحيد البنية العسكرية للدولة.

- التزام الطرفين بمحاربة أمراء الحرب:

يتعهد الطرفان، في حال التوصل إلى اتفاق، بالعمل معاً على القضاء على أمراء الحرب والفصائل الرافضة لتسليم سلاحها والانضمام إلى الجيش السوري الجديد، مما يعكس توجهاً نحو تعزيز سلطة الدولة وإعادة هيكلتها.

- تحليل شامل للاتفاق وتأثيراته المحتملة:

إذا ما تحقق الاتفاق، فسيعيد رسم خارطة العلاقات والتحالفات في سوريا، مع تعزيز فرص الاستقرار في الشمال والشرق. مع ذلك، يبقى نجاح هذه المفاوضات مرهوناً بعوامل عدة، مثل:

• المواقف الإقليمية (تركيا وإيران) والدولية (روسيا والولايات المتحدة).

• مدى التزام الأطراف بتنفيذ البنود المتفق عليها.

هذا الاتفاق، إذا ما أُنجز، قد يفتح الباب أمام تسوية شاملة تعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري في سوريا.

ثالثاً: مطالب تركيا من وزير الخارجية الأمريكي بلينكن:

في ظل التحولات السياسية المستمرة في سوريا والمنطقة، تلعب تركيا دوراً محورياً تسعى من خلاله إلى حماية مصالحها الأمنية والإقليمية مع التأثير المباشر على مستقبل الحلول السياسية في سوريا. جاء اللقاء المرتقب بين تركيا ووزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن في وقت تتشابك فيه المصالح الدولية والإقليمية، وتبرز مطالب تركيا كمحور رئيسي في هذا السياق. فيما يلي:

1. سوريا موحدة لا تقبل بأي شكل من أشكال التقسيم:

تُصر تركيا على موقفها الثابت الرافض لتقسيم سوريا إلى كيانات أو أقاليم مستقلة. يعكس هذا المطلب تخوف أنقرة من أن يؤدي أي سيناريو تقسيمي إلى تحفيز النزعات الانفصالية داخل تركيا، خاصة في المناطق ذات الأغلبية الكوردية. ترى أنقرة أن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية يصب في مصلحتها الأمنية والسياسية، كما أنه يتماشى مع الجهود الدولية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

2. رفض أي تسمية أو مظاهر كوردية على إقليم كوردي:

يشكل هذا المطلب جوهر القلق التركي من تعزيز الهوية الكوردية في شمال سوريا. ترى أنقرة أن أي مظاهر كوردية رسمية أو رمزية – كالعلم أو التسمية – قد تُعزز تطلعات الكورد داخل تركيا للحصول على حكم ذاتي أو استقلال. وبالتالي، تعمل تركيا على تقويض أي مشروع كوردي سياسي أو ثقافي قد يُعتبر تهديداً مباشراً لاستقرارها الداخلي ووحدتها الوطنية.

3. جلب قوات بيشمركة "روج" إلى الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا:

تطالب تركيا بنشر قوات بيشمركة "روج"، وهي قوات كوردية سورية مدربة تتبع لحكومة إقليم كوردستان العراق ومدعومة من قبل تركيا، على طول الحدود السورية التركية. تعتبر أنقرة هذه القوات بديلاً أكثر قبولاً عن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أو وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، التي تُعدها امتداداً لحزب العمال الكردستاني (PKK).

4. إبعاد قوات حماية الشعب وقسد عن الحدود التركية:

يُعد هذا المطلب أولوية قصوى للسياسة التركية تجاه شمال سوريا. تُصنِّف تركيا وجود قوات قسد أو وحدات حماية الشعب الكردية على حدودها تهديداً مباشراً لأمنها القومي. تطالب أنقرة بإبعاد هذه القوات إلى مسافة لا تقل عن 30 كم عن الحدود، معتبرة أن تحقيق هذا الشرط ضرورة أساسية لمنع أي هجمات محتملة أو دعم لحزب العمال الكردستاني داخل تركيا.

5. تغيير علم الإدارة الذاتية إلى العلم السوري وحل حزب الاتحاد الديمقراطي:

تمثل هذه النقطة محاولة تركية لإضعاف مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا. ترى أنقرة أن تغيير علم الإدارة الذاتية – الذي يُعد رمزاً سياسياً للمشروع الكوردي – إلى العلم السوري يمثل خطوة لإعادة هذه المناطق إلى السيادة السورية المباشرة، مع إنهاء أي مظاهر تشير إلى الاستقلال السياسي أو الإداري.

كما تسعى تركيا لحل حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، الذي تعتبره الحاضنة السياسية لوحدات حماية الشعب الكردية (YPG) والمشروع الكوردي العام في سوريا. تعتبر أنقرة أن حل هذا الحزب خطوة حاسمة لإنهاء أي مشاريع سياسية كوردية تهدد الأمن القومي التركي، وتعتقد أن هذه الخطوة ستضعف القاعدة الشعبية والسياسية للإدارة الذاتية.

6. وضع الإقليم الكوردي تحت إشراف أو وصاية تركية:

يعكس هذا المطلب استراتيجية تركية لبسط نفوذها المباشر وغير المباشر على المناطق الكوردية في شمال سوريا. ترى أنقرة أن الإشراف التركي على هذه المناطق يتيح لها التحكم في المشهد السياسي والأمني فيها، ويمنع تنامي النفوذ الكوردي المعارض لمصالحها.

7. نقاط أخرى محتملة:

بالإضافة إلى المطالب المعلنة، قد تشمل المفاوضات نقاطاً أخرى ذات طابع مرن وغير مباشر تتعلق بالتالي:

• تعزيز التعاون الأمريكي-التركي في مكافحة الإرهاب، خاصة فيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني.

• الدور التركي في إعادة إعمار سوريا، بما يضمن لأنقرة نفوذاً مستداماً في المرحلة المقبلة.

• تجديد اتفاقية أضنة على كافة الشريط الحدودي مع سوريا، وعودة اللاجئين السوريين.

- تحليل تأثير المطالب التركية على المشهد السياسي:

تُظهر هذه المطالب رغبة تركيا في إعادة تشكيل الخارطة السياسية لسوريا بما يتناسب مع مصالحها الإقليمية والأمنية. ومع ذلك، فإن هذه المطالب قد تواجه رفضاً من قِبل الأطراف السورية والكوردية، حيث تُعتبر تدخلاً مباشراً في السيادة السورية ومحاولة لتقويض المشروع الكوردي.

من جهة أخرى، قد تُعقّد المطالب التركية العلاقات مع الولايات المتحدة إذا لم تتمكن واشنطن من تحقيق توازن بين دعمها لقوات قسد واحتواء تركيا كشريك استراتيجي.

الخلاصة، تمثل مطالب تركيا المقدمة إلى وزير الخارجية الأمريكي بلينكن استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق الأمن القومي التركي وإعادة صياغة التوازنات الإقليمية في سوريا. غير أن تنفيذ هذه المطالب يعتمد على مسار المفاوضات ومدى استعداد الأطراف المعنية لقبولها. في نهاية المطاف، تبقى سوريا ساحةً لصراعات دولية وإقليمية تتشابك فيها المصالح، لتحدد كل قوة معالم المستقبل بما يخدم رؤيتها وأهدافها.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

X

تحذير

لا يمكن النسخ!